الكلمات | المقام الثاني | 285
(265-289)

يذكّره بأنين حزين، وبكاء مرير، ينبعثان من أعمق الأعماق. المكلوم بألم الزوال الذي يصيب الأحبة المجازية.
بر سر محمودها نغمهاى حزن انطيز أيازى
انه يُسمع انغام الفراق والالم الشجية على رؤوس اشهاد العاشقين المفارقين عن أحبتهم، كما فارق السلطان محمود محبوبه.
مردهارا نغمهاى أزلِى أز حزن انطيز نوازى
وكأن هذه الاشجار بنغماتها الرقيقة الحزينة، تؤدي مهمة إسماع اصداء الخلود لأولئك الأموات الذين انقطعوا عن محاورات الدنيا واصدائها.
(روحه) مى آيد أزو زمزمهء ناز ونيازى
اما الروح فقد تعلمت من هذه المشاهد:
ان الأشياء تتوجه الى تجليات اسماء الصانع الجليل بالتسبيح والتهليل فهي أصوات وأصداء تضرعاتها وتوسلاتها.
قلب مي خواند أزين آياتها: سر توحيد ز علو نظم اعجازى
اما القلب فانه يقرأ من النظم الرفيع لهذا الاعجاز، سر التوحيد في هذه الاشجار كأنها آيات مجسمات.
أي ان في خلق كل منها من خوارق النظام وابداع الصنعة واعجاز الحكمة، ما لو اتحدت أسباب الكون كلها، وأصبحت فاعلة مختارة، لعجزت عن تقليدها.
نفس ميخواهد درين ولوله ها! زلزله ها: ذوق باقى در فناى دنيابازى
اما النفس؛ فكلما شاهدت هذا الوضع للاشجار، رأت كأن الوجود يتدحرج في دوّامات الزوال والفراق. فتحرّت عن ذوقٍ باقٍ، فتلقت هذا المعنى: (انك ستجدين البقاء بترك عبادة الدنيا).
عقل مي بيند ازين زمزمه ها دمدمه ها: نظم خلقت نقش حكمت كنـز رازى
اما العقل فقد وجد انتظام الخلقة، ونقش الحكمة وخزائن أسرار عظيمة في هذه الأصوات اللطيفة المنبعثة من الاشجار والحيوانات معاً، ومن انداء الشجيرات والنسائم. وسيفهم ان كل شئ يسبّح للصانع الجليل بجهات شتى.

لايوجد صوت