الكلمات | المقام الثاني | 283
(265-289)

والعَرعرَ، التي تغطي الجهات. وأتأمل في هيبة أوضاعها وروعة اشكالها وصورها. اذ هَبّ نسيم رقيق حوّل ذلك الوضع المهيب الرائع الى أوضاع تسبيحات وذكر جذابة واهتزازات نشوة شوق وتهليل. واذا بذلك المشهد البهيج السار يتقطر عبراً أمام النظر، وينفث الحكمة في السمع. وفجأة خطرت ببالي الفقرة الآتية بالكردية لـ (أحمد الجزري)(1).
هر كس بتماشا كة حسناتة زهر جاى تشبية نطاران بجمالا تة دنازن
أي لقد أتى الجميع مسرعين من كل صوب لمشاهدة حسنك، انهم بجمالك يتغنجون ويدللون.
وتعبيراً عن معاني العبرة، بكى قلبي على هذه الصورة:
يا رب! هر حى بتماشاكه صنع تو زهر جاى بتازى
يارب! ان كل حي، يتطلع من كل مكان، فينظرون معاً الى حسنك، ويتأملون في روائع الأرض التي هي معرض صنعك.
زنشيب از فرازى مانند دلالان بنداء بآوازى
فهم كالدعاة الادلاء، ينادون من كل مكان، من الأرض، ومن السماوات العلى الى جمالك.
دم دم ز جمال نقش تو در رقص بازى
فترقص تلك الاشجار، الادلاّء الدعاة، جذلة من بهجة جمال نقوشك في الوجود.
ز كمال صنع تو خوش خوش بطازى
فتصدر أنغاماً شديَّة واصداءً ندية من نشوة رؤيتهم لكمال صنعتك..
ز شيرينى آواز خود هى هى دنازى 
(1) هو الملا الجزري، أصله من جزيرة بوتان (جزيرة ابن عمر) واسمه الشيخ أحمد. ولد عام (540هـ) حيث كان يحكم الجزيرة الأمير عماد الدين وهو صاحب امارة فيها. له غزليات غزيرة مدونة في ديوانه المسمى (ديوان الملا الجزري).ــ المترجم

لايوجد صوت