الكلمات | المقام الثاني | 280
(265-289)

ان قلتَ: الوجود! فقد لبسته، ولكن كم عانيت من البلاء في العدم .
وان قلتَ: الحياة! فقد ذقتها، ولكن كم قاسيت العذاب.
اذ صار العقل عقاباً، والبقاء بلاءً
والعمر عين الهواء، والكمال عين الهباء.
والعمل عين الرياء، والأمل عين الألم.
والوصال عين الزوال، والدواء عين الداء.
والأنوار ظلمات، والأحبابُ أيتاماً.
والاصوات نعيات، والأحياء أموات.
وانقلبت العلوم أوهاماً، وفي الحِكَم ألف سقم.
وتحولت اللذائذ آلاماً، وفي الوجود ألفِ عدم.
وان قلتَ: الحبيب! فقد وجدته، آه! كم في الفراق من ألم.



اللوحة الثانية

[ وهي لوحة تشير الى حقيقة الدنيا لدى أهل الهداية ]

لما زالت الغفلة، أبصرت نور الحق عياناً.
واذا الوجود برهان ذاته، والحياة مرآة الحق..
واذا العقل مفتاح الكنز، والفناء باب البقاء.
وانطفأت لمعة الكمال، واشرقت شمس الجمال..
فصار الزوال عين الوصال، والألم عين اللذة.
والعمر هو العمل نفسه، والأبد عين العمر.
والظلامُ غلاف الضياء، وفي الموت حياة حقة..
وشاهدت الأشياء مؤنسة، والأصوات ذكراً..
فالموجودات كلها ذاكرات مسبحات.

لايوجد صوت