الكلمات | المقام الثاني | 279
(265-289)

نعم! صدقت أي جامي:
كه (لا اله الاّ هو) برابر ميزند عالم
هو المطلوب، هو المحبوب، هو المقصود، هو المعبود.
فالعالم كله، أشبه بحلقة ذكر، وتهليل كبرى يردد بألسنته المتنوعة ونغماته المختلفة: (لا إله الا هو) ويشهد الكل على التوحيد، فيداوي به الجرح البالغ الغور الذي يفجره: ﴿لا أحب الآفلين﴾ وكأنه يقول: هيا الى المحبوب الدائم الباقي.. انفضوا أيديكم من كل محبوباتكم المجازية الزائلة.


(لوحتان)
[ كنت قبل خمسة وعشرين عاماً(1) على تل يوشع المطل على البسفور باستانبول، عندما قررت ترك الدنيا، أتاني أصحاب اعزاء، ليثنوني عن عزمي ويعيدونني الى حالتي الاولى، فقلت لهم: دعوني وشأني الى الغد، كي استخير ربي. وفي الصباح الباكر خطرت هاتان اللوحتان الى قلبي، وهما شبيهتان بالشعر، الاّ انهما ليستا شعراً، وقد حافظت على عفويتهما وأبقيتهما كما وردتا لأجل تلك الخاطرة الميمونة. وقد ألحقتا بختام (الكلمة الثالثة والعشرين).ولمناسبة المقام أدرجتا هنا ].
اللوحة الأولـى
[ وهي لوحة تصور حقيقة الدنيا لدى أهل الغفلة ]
لا تدعُني الى الدنيا، فقد جئتها ورأيت الفساد.
اذ لما صارت الغفلة حجاباً، وسترت نور الحق..
رأيت الموجودات كلها، فانية مضرة 
(1) اي سنة 1922 ــ المترجم

لايوجد صوت