الكلمات | المقام الثاني | 276
(265-289)

نمي خواهم نمى خوانم نمى تابم فراقي
نمى ارزد (مراقه) إين زوال در ثس تلاقي
وصال يعقبه الزوال مؤلم، هذه اللقاءات المكدرة بالزوال غير جديرة باللهفة، بل لا يستحق شوقاً وصال يعقبه فراق؛ لان زوال اللذة مثلما هو ألم فان تصور زوال اللذة كذلك ألم مثله، فدواوين جميع شعراء الغزل والنسيب - وهم عشاق مجازيون - وجميع قصائدهم انما هي صراخات تنطلق من آلام تنجم من تصور الزوال هذا، حتى اذا ما استعصرتَ روح ديوان أيٍ منهم فلا تراها الاّ وتقطر صراخاً أليماً ناشئاً من تصور الزوال.
أزان دردى كزين :(لا أحب الآفلين) مى زند قلبم
فتلك اللقاءات المشوبة بالزوال، وتلك المحبوبات المجازية المورثة للألم، تعصر قلبي حتى يجهش بالبكاء قائلاً: ﴿لا أحب الآفلين﴾ على غرار سيدنا ابراهيم عليه السلام.
فان كنت طالباً للبقاء حقاً، وأنت ما زلت في الدنيا الفانية فاعلم:
درين فاني بقا خوازى بقا خيزد (فنادن).
ان البقاء ينبثق من الفناء، فجُد بفناء النفس الامارة لتحظى بالبقاء!
فنا شد، هم فدا كن ، هم عدم بين ، كه از دنيا (بقايه) راه (فنادن)
تجرّد من كل خلق ذميم هو مبعث عبادة الدنيا. افنِهِ من نفسك، جُد بماتملكه في سبيل المحبوب الحق. أبصر عقبى الموجودات الماضية نحو العدم فالسبيل في الدنيا الى البقاء انما تمر من درب الفناء.
فكر فيزار مى دارد، أنين :(لا أحب الآفلين) مى زند وجدان
ويظل (فكر) الانسان السارح في الاسباب المادية في حيرة وقلق أمام مشهد زوال الدنيا، فيستغيث في قنوط.
بينما (الوجدان) الذي ينشد وجوداً حقيقياً يتبع خطى سيدنا ابراهيم

لايوجد صوت