الكلمات | الكلمة الثانية والعشرون | 377
(362-378)

فهات ما عندك ان كان لديك شئ، فالدلائل تتحدى.
 البرهان الثاني عشر
أيها الأخ لعلك استرشدت بما قلنا شيئاً فشيئاً. فسأبين لك الآن برهاناً أعظم من جميع البراهين السابقة.
انظر الى هذه الأوامر السلطانية النازلة من الأفق الأعلى، الجميع يوقرونها وينظرون اليها باجلال واعجاب، وقد وقف ذلك الشخص الكريم المجلل بالاوسمة بجانب تلك الأوامر النورانية(1) ويفسّر للحشود المجتمعة معاني تلك الأوامر. انظر الى اسلوب الأوامر انه يشع ويسطع حتى يسوق الجميع الى الاعجاب والتعظيم. إذ يبحث في مسائل جادّة تهمّ الجميع بحيث لا يدع احداً الاّ ويصغي اليه. انه يفصّل تفصيلاً كاملاً شؤون السلطان وافعاله وأوامره وأوصافه. فكما ان على تلك الأوامر السلطانية طغراء السلطان نفسه فعلى كل سطر من سطورها ايضاً شارته بل اذا أمعنت النظر فعلى كل جملة بل كل حرف فيها خاتمه الخاص فضلاً عن معانيها ومراميها وأوامرها ونواهيها.
الخلاصة: ان تلك الأوامر السلطانية تدل على ذلك السلطان العظيم كدلالة الضوء على النهار.
* * *
فيا أيها الصديق: أظنك قد عُدت الى صوابك وأفَقْت من نوم الغفلة، فانّ ما ذكرناه لك وبسطناه من براهين لكافٍ ووافٍ. فان بدا لك شئٌ فاذكره.
فما كان من ذلك المعاند الاّ أن قال:
لا أقول إلاّ: (الحمد لله، لقد آمنت وصدقت، بل آمنت ايماناً

(1) اشارة الى القرآن الكريم والعلامة الموضوعة عليه اشارة الى اعجازه. - المؤلف.

لايوجد صوت