الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 468
(436-486)

وكأنها قلب صغير لجسد ضخم. فيذكرها القرآن الكريم مقرونة بالسموات، فهي في كفة والسموات كلها في كفة، فتكرر الآية الكريمة:
﴿رب السموات والارض﴾
وهكذا فقس سائر المسائل على هذا المنوال، وافهم:
ان الحقائق الميتة المنكفئة للفلسفة، لا يمكنها ان تتصادم مع حقائق القرآن الحية والمنورة. فكلتاهما حقيقة، الا ان الاختلاف هو في زاوية النظر، فتظهر الحقائق مـتباينة.
الغصن الرابع
﴿ألم تَرَ أن الله يسجد له مَن في السموات ومَن في الأرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدّوابُّ وكثيرٌ من الناس وكثيرٌ حق عليه العذاب، ومَن يُهِنِ الله فما لَه مِن مُكرِم اِن الله يفعلُ ما يشاء﴾(الحج:18)
سنبين جوهرة واحدة فقط من الخزينة العظمى الواسعة لهذه الاية الكريمة، وذلك:
ان القرآن الحكيم يصرح بان كل شئ من العرش الى الفرش، ومن المَلَك الى السمك، ومن المجرات الى الحشرات، ومن السيارات الى الذرات.. كل منها يسجد لله، ويعبده، ويحمده ويقدّسه. الاّ أن عباداتها مختلفة متباينة متنوعة، كلٌ حسب قابلياتها، ومدى نيلها لتجليات الأسماء الحسنى.
نبين هنا تنوّع عبادات المخلوقات وتباينها بمثال:
فمثلاً (ولله المثل الاعلى) أن ملكاً عظيماً وسلطاناً ذا شأن، يستخدم أربعة أنواع من العمال في بناء قصر أو مدينة.
النوع الاول: هم عبيده، هذا النوع لا مرتّب لهم ولا اُجرة. بل ينالون ذوقاً في منتهى اللطف، ويحصلون على غاية الشوق في كل ما يعملونه ويؤدونه بأمر سيّدهم، بل يزدادون مُتعة وشوقاً من أي كلام

لايوجد صوت