الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 465
(436-486)

عالم منه في ذرة واحدة، بمثل انحصار صـورة الســمـوات بنجـومـها في قطـعـة صغيرة من زجاج ورؤيتها فيها. وهكذا فقراءة آية واحدة أو ذكر معين بنيةٍ خالصة يمكن ان تولد شفافية في الروح - كالزجاج - تستطيع ان تستوعب ثواباً نورانياً كالسموات الواسعة.
النتيجة: ايها الناظر الى كل شئ بعين النقد والتجريح ومن دون تدقيق، ويا ذا الايمان الواهي والفكر المملوء بالفلسفة المادية! أنصف قليلاً! أدم النظر في هذه الاصول العشرة، واياك ان تمدّ اصبع اعتراضك الى الاحاديث الشريفة وبدورها الى ما يخل بمرتبة عصمة النبوة للرسول الكريم y بحجة ما تراه في روايةٍ من خلاف قطعي للواقع ومنافاة للحقيقة.
فهذه الاصول العشرة، وميادين تطبيقها تجعلك تتخلى عن الانكار وتكفّك عن الرفض اولاً. ثم تخاطبك: ان كان هناك تقصيرٌ حقيقي، فهذا راجع الينا - اي الى الاصول - وليس الى الحديث الشريف قطعاً. وان لم يكن ثمة تقصير حقيقي فهو يعود الى سوء فهمك انت!
وحاصل الكلام: ان من يسترسل في الانكار والرفض، عليه ان يفنّد الاصول العشرة المذكورة والاّ لا يستطيع الانكار.
فان كنت منصفاً حقاً فتأمل جيداً في هذه الاصول العشرة، ومن بعدها لا تنهض لإنكار حديث نبوي يراه عقلك مخالفاً للحقيقة، بل قل: ربما هناك تفسير له، أو تأويل، أو تعبير، ودع الاعتراض!
 الاصل الحادي عشر
كما ان في القرآن الكريم آيات متشابهات تحتاج الى تأويل أو تطلب التسليم المطلق، كذلك في الحديث الشريف مشكلات تحتاج احياناً الى تفسير وتعبير دقيقين. ويمكنك الاكتفاء بالامثلة المذكورة.
نعم، ان اليقظ يستطيع ان يعبر عن رؤيا النائم، بينما النائم الذي يسمع مَن حوله من اليقظين قد يطبق كلامهم بشكلٍ ما في منامه فيعبّر عنه بما يلائمه في النوم.
فيا ايها المنوّم بالغفلة والفلسفة المادية، ويا عديمَ الانصاف! ان

لايوجد صوت