ان اضخم ما عندنا يمكن ان يكون اصغر شئ هناك ولا يوازيه، فثواب الاعمال نظراً لكونه يتطلع الى ذلك العالم الابدي فان نظرتنا الدنيوية الضيقة تغدو قاصرة دونه، فنعجز عن ان نستوعبه بعقولنا المحدودة.
فمثلاً: هناك رواية تلفت انظار من لا يدققون النظر ولا ينصفون في احكامهم. هي:
من قرأ هذا اعطي له مثل ثواب موسى، وهارون، أي:
الحمد لله رب السموات ورب الارضين رب العالمين وله الكبرياء في السموات والارض وهو العزيز الحكيم.
الحمد لله رب السموات ورب الارضين رب العالمين وله العظمة في السموات والارض وهو العزيز الحكيم، وله الملك ربّ السموات وهو العزيز الحكيم.
فحقيقة هذه الاحاديث وامثالها التي تثير الاذهان هي:
اننا لا ندرك مدى الثواب الذي يناله نبيان عظيمان هما موسى وهارون عليهما السلام الا حسب تصورنا ووفق اطار فكرنا الضيق وضمن حدود نظرنا القاصر الدنيوي، لذا فحقيقة الثواب الذي يناله عبد عاجز مطلق العجز بقراءته ذلك الورد، من رب رحيم واسع الرحمة، في حياة خالدة ابدية، يمكن ان يكون مماثلاً لذلك الثواب الذي تصورناه بعقولنا القاصرة للنبيين العظيمين، وذلك حسب دائرة علمنا وأفق تفكيرنا.
مثلنا في هذا كمثل بدوي لم ير السلطان ولا يدرك عظمته وابهته، وفي نظره المحدود وفكره الضيق ان السلطان شخص كشيخ القرية او اكبر منه بقليل. حتى لقد كان حوالينا - في شرقي الاناضول - قرويون ســذج يقـولون: ان السلـطان يجلس قرب الموقد ويشرف على طبيخه بنفسه.. بمعـنى ان اقــصى ما يتصــوره البدوي لعظمة السلطان لا يرقى الى مستوى آمر فوج في الجيش.. فلو قيل لأحد