الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 461
(436-486)

لنفرض ان مزرعة زرعت فيها الف حبة من الذرة، فلو انبتت بعض حباتها سبع سنابل (عرانيس) في كل سنبلة مائة حبة، فان حبة واحدة من الذرة تعدل عندئذ ثلثي ما في المزرعة.
ولو فرضنا - مثلاً - ان حبة اخرى انبتت عشر سنابل (عرانيس) في كل سنبلة منها مائة حبة، فان حبة واحدة عند ذلك تساوي ضعف الحبوب المزروعة أصلاً.. وهكذا قس في ضوء هذا المثال.
فالآن نتصور القرآن الكريم مزرعة سماوية نورانية مقدسة، كل حرف فيه مع ثوابه الاصلي بمثابة حبة واحدة - بغض النظر عن سنابلها - فاذا ما طبقتَ هذا على المثال السابق يمكنك معرفة فضائل السور التي وردت بحقها الاحاديث الشريفة، بمقارنتها بأصل حروف القرآن.
مثال ذلك: ان حروف القرآن الكريم ثلاثمائة الف وستمائة وعشرون حرفاً، وحروف سورة الاخلاص مع البسملة تسع وستين حرفاً، فثلاثة اضعاف تسع وستون تساوي مائتين وسبعة حروف. اي ان حسنات كل حرف من حروف سورة الاخلاص تقارب ألفاً وخمسمائة حسنة وكذلك اذا حسبت حروف سورة (يس) واخذت النسبة بينها وبين مجموع حروف القـرآن، واخذنا التضاعف الى عشرة امثالها بنظر الاعتبار، نجد ان لكل حرف فيها ما يقارب من خمسمائة حسنة.
فاذا قست على هذا المنوال بقية ما ورد في فضائل السور في الاحاديث فستدرك مدى كونها حقيقة صائبة لطيفة، ومدى بُعدها عن كل ما يومئ الى المبالغة والاسراف في الكلام.
 الاصل العاشر
قد يظهر افراد من الناس لهم خوارق في الاعمال والافعال كما يحدث في اكثر طوائف المخلوقات. فان كان الفرد الفذ هذا قد سبق الآخرين وبزّهم في الخير والصلاح فسيكون مبعث فخر لبني جنسه ومدار اعتزازهم، والاّ فهو نذير شؤم وبلاء عليهم. فكل من هؤلاء

لايوجد صوت