اذن فالدنيا المذكورة في الحديث الشريف ليست بالدنيا العظيمة التي هي كمرايا للاسماء الحسنى ورسائل صمدانية، ولا هي بالدنيـا التي هـي مزرعـة للآخـرة، وانما هي الدنيا التي هي نقيض الآخرة ومنشأ جميع الخطايا والذنوب ومنبع كل البلايا والمصائب، هي دنيا عبدة الدنيا التي لا تعدِل ذرة واحدة من عالم الآخرة السرمدي الممنوح لعباد الله المؤمنين.فاين هذه الحقيقة الصادقة الصائبة من فهم اهل الالحاد الظالمين لما ظنوه مبالغة؟!
ومثال آخر: هو ما ذهب الملحدون وتمادوا فيه بتعسفهم حين ظنوا أن ما ورد من الاحاديث الشريفة حول ثواب الاعمال وفضائل بعض السور في القرآن الكريم مبالغة غير معقولة، بل حتى قالوا انها محالة!
فقد ورد - مثلاً - ان سـورة (الفاتحة) لها ثواب القرآن(1)، وسورة (الاخلاص) تعدل ثلث القرآن(2)، وسورة (الزلـزال) ربع القرآن(3)، وسورة (الكافرون) ربع القرآن(4) وسورة (يس) لها ثواب عشرة
(1) حديث: ((الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني الذي أوتيته والقرآن العظيم)). اخرجه البخاري 6/322 وابو داود 1/145 والنسائي 2/139 من حديث ابي سعيد المعلى.
(2) حديث: ((قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن)). اخرجه البخاري 6/325 ومالك في الموطأ واحمد في المسند وابو داود 1461 والنسائي من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(3) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ان رسول الله y قال لرجل من اصحابه: هل تزوجت يا فلان؟ قال: لا والله، ولا عندي ما اتزوج به، قال: أليس معك ((قل هو الله))؟ قال: بلى. قال: ثلث القرآن. قال: أليس معك ((اذا جاء نصر الله والفتح))؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن. قال: أليس معك ((قل يا ايها الكافرون))؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن. قال أليس معك ((اذا زلزلت الارض)) قال: بلى قال: ربع القرآن. قال: تزوج تزوج.. اخرجه الترمذي (3058) ((تحفة)) وقال: هذا حديث حسن، واحمد (3/146 - 147) والخطيب في تاريخ بغداد (11/380) وعزاه الحافظ في الفتح ( 9/61 - 62) لابن ابي شيبة وابو الشيخ مع زيادة في الحديث وقال: وهو حديث ضعيف لضعف سلمة، وان حسنه الترمذي أ هــ قلت: وباقي رجال الاسناد ثقات.ــ المترجم.
(4) حديث ابن عمر: ((قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن، وقل يا ايها الكافرون تعدل ربع القرآن)).