امثال القرآن(5).
فالذين لا ينعمون النظر وليس لهم انصاف وتروٍّ يدّعون استحالة هذه الروايات! اذ يقولون: كيف تكون لسورة (يس) هذه الفضيلة وهي سورة من القرآن الكريم وهناك سور اخرى فاضلة؟!
ان حقيقة هذه الروايات هي:
ان لكل حرف من حروف القرآن الكريم ثواباً، وهو حسنة واحدة، ولكن بفضل الله وكرمه يتضاعف ثواب هذه الحروف ويثمر حيناً عشر حسنات، واحياناً سبعين، واخرى سبعمائة (كما في حروف آية الكرسي) ورابعة: الفاً وخمسمائة (كما في حروف سورة الاخلاص) وخامسة: عشرة آلاف حسنة (كقراءة الآيات في الاوقات الفاضلة وليلة النصف من شعبان) وسادسة: ثلاثين الفاً من الحسنات (كما في قراءة الآيات في ليلة القدر) فتتضاعف هذه الحسنات كما تتكاثر بذور الخشخاش. ويمكن فهم تضاعف الثواب الى ثلاثين الفاً من الآية الكريمة ﴿خير من الف شهر﴾ (القدر:3).
وهكذا فلا يمكن مقايسة ولا موازنة القرآن الكريم مع وجود هذا التضاعف العددي التصاعدي للثواب المذكور، وانما يمكن ذلك مع اصل الثواب لبعض السور.
ولنوضح ذلك بمثال:
حسن: اخرجه الطبراني في الكبير (13494) وفي الاوسط (66 مجمع البحرين) مطولاً. ورواه البزار (512 زوائد البزار) واورده الهيثمي في المجمع (2/90) وقال: وفي اسناد الطبراني ليث بن حماد ضعفه الدار قطني واسناد البزار حسن. أهــ. وتعقبه محقق الطبراني بقوله: فيهما ليث بن ابي سليم وحاله معروف. أهــ. والحديث في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (4281) وصححه. وانظر الصحيحة برقم 588 . - المترجم.
(5) عن انس بن مالك قال: قال رسول الله y : ((ان لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات)). اخرجه الترمذي (3048 تحفة) وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفة الا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفون من حديث قتادة الا من هذا الوجه، وهارون ابو محمد مجهول. أهـ. واخرجه الترمذي ايضاً برقم (3049 تحفة) والدارمي (2/456).