الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 471
(436-486)

وباذنه، وفي سبيله، وبحوله وقوته. وهناك ملك موكل أصغر، للقيام برعاية خاصة لكل نوع من أنواع الحيوانات.
وحيث ان سطح الأرض مزرعة، تزرع فيها أنواع النباتات كلها، فهناك اذن مَلك موكّل للاشراف على تلك النباتات كلها، باسم الله سبحانه، وبقوته، وهناك مَلك أوطأ مرتبة، يشرف على كل طائفة من طوائف النباتات، وهكذا.. فهناك ملائكة مشرفون، وسيدنا ميكائيل عليه السلام الذي هو من حملة عرش الرزاقية؛ هو المشرف الأعظم على هؤلاء الملائكة.
وان الملائكة الذين هم بمثابة الرعاة والفلاحين يختلفون عن الانسان، لأن اشرافهم على الأمور هو عمل خالص في سبيل الله، وباسمه، وبقوته وبأمره، بل ان اشرافهم هو مشاهدة تجليات الربوبية في النوع الذي اُوكل لهم الاشراف عليه.. ومطالعة تجليات القدرة والرحمة فيه.. والقيام بإلهام الأوامر الإلهية اليه.. وأداء ما يشبه التنظيم في أفعاله الاختيارية. ولا سيما الاشراف على النباتات في مزرعة الأرض.. وتمثيل تسبيحاتها المعنوية واعلان تحياتها المعنوية الى فاطرها الجليل بلسان الملائكة.. علاوة على حُسن استعمال الاجهزة الممنوحة لها وتوجيهها الى غايات معينة والقيام بنوع من التنظيم فيها.
وتعدّ هذه الخدمات التي يؤديها الملائكة نوعاً من كسبٍ بالجزء الاختياري، بل هي نوع من العبادة والعبودية، إذ ليس لهم تصرف حقيقي، لأن كل شئ يحمل سكةً خاصة وختماً معيناً لخالق كل شئ لا يمكن لغيره تعالى أن يحشر نفسه في الايجاد قطعاً.
أي ان هذا النوع من عمل الملائكة هو عباداتهم؛ اذ ليس هي عادات كما هي في الانسان.
القسم الثاني: من العمال في قصر الكون، هو الحيوانات.
وحيث ان الحيوانات لها نفس مشتهية، واختيار جزئي، فلاتكون أعمالها خالصة لوجه الله. بل تستخرج النفسُ حظها، وشهوتَها من

لايوجد صوت