الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 495
(487-598)

على نـفسه وموهبته ليبرز في ميدان التحدي؟ أوَلم ينفع تعاونهم ومؤازرة بعضهم بعضاً؟
الجواب: لو كانت المعارضة ممكنة، لكانت المحاولة قائمة لا محالة، لان هناك قضية الشرف والعزة وهلاك الارواح والاموال. فلو كانت المعارضة قد وقعت فعلاً، لكان الكثيرون ينحازون اليها، لان المعارضين للحق والعنيدين كثيرون دائماً. فلو وجد مَن يؤيد المعارضة لاشتهر به، اذ كانوا ينظمون القصائد لخصام طفيف، ويجعلونها في المآثر، فكيف بصراع عجيب كهذا يبقى مستوراً في التاريخ؟
ولقد نقلت واشتهرت أشنع الاشاعات وأقبحها طعناً بالاسلام، ولم تنقل سوى بضع كلمات تقوَّلها مسيلمة الكذاب لمعارضة القرآن. ومسيلمة هذا، وإن كان صاحب بلاغة لا يستهان به إلاّ أن بلاغته عندما قورنت مع بلاغة القرآن التي تفوق كل حسن وجمال عُدَّت هذياناً. ونقل كلامه هكذا في صفحات التاريخ.
وهكذا فالاعجاز في بلاغة القرآن يقين كيقين حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعاً. ولهذا يكون الامر هكذا.
الصورة الثانية:
سنبين حكمة الاعجاز في بلاغة القرآن بخمس نقاط:
النقطة الاولى:
ان في نظم القرآن جزالة خارقة، وقد بيّن كتاب (اشارات الاعجاز في مظان الايجاز) من أوله الى آخره هذه الجزالة والمتانة في النظم، اذ كما أن عقارب الساعة العادَّة للثواني والدقائق والساعات يكمل كل منها نظام الآخر، كذلك النظم في هيئات كل جملة من جمل القرآن، والنظام الذي في كلماته، والانتظام الذي في مناسبة الجمل كل تجاه الآخر، وقد بُيّن كل ذلك بوضوح تام في التفسير المذكور. فمن شاء فليراجعه ليتمكن من أن يشاهد هذه الجزالة الخارقة في أجمل صورها، إلاّ اننا نورد هنا مثالين فقط لبيان نظم الكلمات المتعانقة لكل جملة (والتي لا يصلح مكانها غيرها بتناسق وتكامل).
 المثال الاول:

لايوجد صوت