فكل جملة منها تكون دليلاً للجمل الاخرى كما تكون نتيجة لها. لان: لكل جملة معنيين، تكون باعتبار أحدهما نتيجة، وباعتبار الآخر دليلاً.
أي أن سورة الاخلاص تشتمل على ثلاثين سورة من سور الاخلاص. سور منتظمة مركبة من دلائل يثبت بعضها بعضاً، على النحو الآتي:
﴿قل هو الله﴾ لانه أحد، لانه صمد، لانه لم يلد، لانه لم يولد،لانه لم يكن له كفواً أحد.
وكذا: ﴿ولم يكن له كفواً﴾: لانه لم يولد، لانه لم يلد، لانه صمد، لانه أحد، لانه هو الله.
وكذا: ﴿هو الله﴾ فهو أحد، فهو صمد، فاذاً لم يلد، فاذاً لم يولد، فاذاً لم يكن له كفواً أحد.
وهكذا فقس على هذا المنوال.
ومثلاً: قوله تعالى:
﴿الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين﴾(البقرة:1-2)
فلكلٍ من هذه الجمل الاربع معنيان: فباعتبار أحدهما يكون دليلاً للجمل الاخرى، وباعتبار الآخر نتيجة لها. فيحصل من هذا نقش نظمي اعجازي من ستة عشر خطاً من خطوط المناسبة والعلاقة.
وقد بين ذلك كتاب (اشارات الاعجاز) حتى كأن لكل آية من أكثر الآيات القرآنية عيناً ناظرة الى أكثر الآيات، ووجهاً متوجهاً اليها، فتمد الى كل منها خطوطاً معنوية من المناسبات والارتباطات، ناسجة نقشاً اعجازياً. كما بُيّن ذلك في ( الكلمة الثالثة عشرة).
وخير شاهد على هذا (اشارات الاعجاز) اذ من اول الكتاب الى اخره شرح لجزالة النظم هذه.
النقطة الثانية:
البلاغة الخارقة في معناه، اذا شئت ان تتذوق بلاغة المعنى في