الحروف الهجائية من المهموسة والمجهورة والشديدة والرخوة ..(1) وغيرها من اقسامها الكثيرة. اما الاوتار - التي لا تقبل التنصيف - فمن الثقيل النصف القليل كالقلقلة، ومن الخفيف النصف الكثير كالذلاقة.
فسلوكه في التنصيف والأخذ بهذا الطريق الخفي الذي لا يدركه العقل من بين هذه الطرق المتداخلة المترددة بين مائتي احتمال، ثم سَوق الكلام في ذلك السياق وفي ذلك الميدان الواسع المشتبهة الأعلام ليس بالامر الذي يأتي مصادفة قط، ولا هو من شأن البشر!
فهذه الحروف المقطعة التي في اوائل السور والتي هي شفرات ورموز إلهية تبين خمساً أو ستاً من اسرار لمعات اعجاز اخرى، بل ان علماء علم اسرار الحروف والمحققين من الاولياء قد استخرجوا من هذه المقطعات اسراراً كثيرة جداً، ووجدوا من الحقائق الجليلة ما يثبت لديهم ان المقطعات معجزة باهرة بحد ذاتها. اما نحن فلن نفتح ذلك الباب لأننا لسنا اهلاً لأسرارهم، زد عـلى ذلك لا نستطيع ان نثبتها إثباتاً يكون مشهوداً لدى الجميع.وانما نكتفي بالاحالة الى ما في (اشارات الاعجاز) من خمس او ست لمعات اعجاز تخص المقطعات.
والآن نشير عدة اشارات الى اساليب القرآن، باعتبار السورة، والمقصد، والآيات، والكلام، والكلمة:
فمثلاً:
(1) فذكر من (المهموسة) وهي ما يضعف الاعتماد على مخرجه، ويجمعها (ستشحثك خصفه) نصفها وهي الحاء والهاء والصاد والسين والكاف. ومن البواقي (المجهورة) نصفها يجمعه (لن يقطع أمر) ومن (الشديدة) الثمانية المجموعة في (اجدت طبقك) اربعة يجمعها. ومن البواقي (الرخوة) عشرة يجمعها (حمس على نصره) ومن المطبقة التي هي الصاد والضاد والطاء والظاء نصفها. ومن البواقي (المنفتحة) نصفها. ومن (القلقلة) وهي حروف تضطرب عند خروجها ويجمعها (قد طبج) نصفها الاقل لقلتها. ومن (اللينتين) الياء لأنها أقل ثقلاً، ومن (المستعلية) وهي التي يتصعد الصوت بها في الحنك الاعلى وهي سبعة: القاف والصاد والطاء والخاء والغين والضاد والظاء نصفها الاقل، ومن البواقي (المنخفضة) نصفها... (تفسير البيضاوي). - المترجم.