ايها المغرورون المتمردون، المتوحلون بعجزهم وضعفهم، ايها المعاندون الجامحون المتمرغون في فقرهم وضعفهم! انكم إن لم تطيعوا أوامري، فهيا اخرجوا من حدود ملكي وسلطاني إن استطعتم! فكيف تتجرأون اذاً على عصيان أوامر سلطان عظيم: النجوم والاقمار والشموس في قبضته، تأتمر بأوامره،كأنها جنود متأهبون.. فأنتم بطغيانكم هذا إنما تبارزون حاكماً عظيماً جليلاً له جنود مطيعون مهيبون يستطيعون ان يرجموا بقذائف كالجبال، حتى شياطينكم لو تحملت.. وانتم بكفرانكم هذا إنما تتمردون في مملكة مالك عظيم جليل، له جنود عظام يستطيعون ان يقصفوا اعداءً كفرة - ولو كانوا في ضخامة الارض والجبال - بقذائف ملتهبة وشظايا من لهيب كامثال الأرض والجبال، فيمزقونكم ويشتتونكم!. فكيف بمخلوقات ضعيفة امثالكم؟.. وانتم تخالفون قانوناً صارماً يرتبط به من له القدرة - باذن الله - ان يمطر عليكم قذائف وراجمات امثال النجوم.
قس في ضوء هذا المثال قوة معاني سائر الآيات ورصانة بلاغــتها وسمو إفاداتها.
النقطة الثالثة:
البداعة الخارقة في اسلوبه. نعم، ان اساليب القرآن الكريم غريبة وبديعة كما هي عجيبة ومقنعة، لم يقلّد أحداً قط ولا يستطيع احدٌ ان يقلده. فلقد حافظ وما يزال يحافظ على طراوة أساليبه وشبابيته وغرابته مثلما نزل اول مرة.
فمثلاً:
ان الحروف المقطّعة المذكورة في بدايات عدةٍ من السور تشبه الشفرات؛ امثال:
الم. الر. طه. يس. حم. عسق. وقد كتبنا نحو ستٍ من لمعات اعجازها في (اشارات الاعجاز) نذكر منها:
ان الحروف المذكورة في بدايات السور تنصِّف كلَّ ازواج طبائع