الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 499
(487-598)

الآية الكريمة:
﴿سبّح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾(الحديد: 1)
فانظر الى هذا المثال الموضّح في ( الكلمة الثالثة عشرة) . فتصوَّر نفسَك قبل مجئ نور القرآن، في ذلك العصر الجاهلي، وفي صحراء البداوة والجهل، فبينما تجد كل شئٍ قد اُسدل عليه ستارُ الغفلة وغشيَه ظلامُ الجهل ولُفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد بصدى قوله تعالى:﴿سبح لله ما في السموات والارض﴾ او ﴿تسبح له السموات السبع والارض ومن فيهن﴾(الاسراء: 44) قد دبّت الحياةُ في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة بصدى ﴿سبح.. ﴾ و ﴿تسبّح﴾ في اذهان السامعين فتنهض مسبحةً ذاكرة الله. وان وجه السماء المظلمة التي تستعرّ فيها نجومٌ جامدة والارض التي تدبّ فيها مخلوقاتٌ عاجزة، تتحول في نظر السامعين بصدى ﴿تسبح﴾ وبنوره الى فمٍ ذاكر لله، كلُّ نجمٍ يشع نور الحقيقة ويبث حكمة حكيمة بالغة. ويتحول وجهُ الارض بذلك الصدى السماوي ونوره الى رأس عظيم، والبر والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس وجميع النباتات والحيوانات كلمات ذاكرة مسبّحة حتى لكأن الأرض كلها تنبض بالحياة.
 ومثلاً:
انظر الى هذا المثال الذي اثبت في (الكلمة الخامسة عشرة) وهو قوله تعالى:
﴿يامعشرَ الجنِّ والانسِ إن استَطَعْتُمْ أنْ تَنفذوا مِن أقطارِ السموات والارضِ فانفذوا لا تنفذونَ إلاّ بسلطانٍ فبأي آلاء ربكما تُكذبان  يُرسَلُ عليكُما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران  فبأي آلاء ربكما تُكّذبان﴾(الرحمن:33 ـ36) ﴿ولقد زيّنا السماءَ الدنيا بمصابيحَ وجعلناها رجوماً للشياطين﴾(الملك:5)
استمع لهذه الآيات وتدبّر ما تقول؟ انها تقول: ايها الانس والجان،

لايوجد صوت