الشعاع الثاني
جامعية القرآن الخارقة
لهذا الشعاع خمس لمعات
اللمعة الاولى:
الجامعية الخارقة في لفظه. هذه الجامعية واضحة جلية في الآيات المذكورة في (الكلمات) السابقة وفي هذه (الكلمة).
نعم! ان الالفاظ القرآنية قد وُضعت وضعاً بحيث: أن لكلِ كلام بل لكل كلمة بل لكل حرف بل حتى لسكون احياناً وجوهاً كثيرة جداً، تمنح كل مخاطب حظّه ونصيبه من ابواب مختلفة، كما يشير الى ذلك الحديث الشريف، فلكل آية ظهرٌ وبطن وحدّ ومطّلع(1)، ولكلٍ شجون وغصون وفنون(2).
فمثلاً:
﴿والجبالَ اوتاداً﴾(النبأ: 7)
فحصة عامي من هذا الكلام أنه:
يرى الجبال كالاوتاد المغروزة في الارض كما هو ظاهر أمام عينه، فيتأمل ما فيها من نِعم وفوائد، ويشكر خالقه.
(1) ( انزل القرآن على سبعة أحرف) رواه احمد والترمذي عن اُبي رضى الله عنه واحمد عن حذيفة، وهو عند الطبراني من حديث ابن مسعود بزيادة.. وفي رواية اخرى عنده: لكل حرف منها ظهر وبطن ولكل حرف حدّ ولكل حدّ مطّلع (باختصار عن كشف الخفاء 1/209)
ولكل حدّ مطّلَعٌ، اي: لكل حدّ مصَعد يصعد اليه من معرفة علمه (لسان العرب) - المترجم.
(2) وفي المثل (الحديث ذو شجون) اي فنون واغراض، وقيل اي يدخل بعضه في بعض، أي: ذو شعَب وامتساك بعضه ببعض.. واصل الشجنة بالكسر والضم شعبة من غصن من غصون الشجرة (لسان العرب باختصار) - المترجم.