الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 526
(487-598)

ذا الجلال والاكرام الذي جعل هذه الجبال العملاقة اوتاداً ومخازن معايشنا على الارض التي هي مسكن حياتنا.
وحصة فيلسوف طبيعي من هذا الكلام:
أنه يدرك أن الامتزاجات والانقلابات والزلازل التي تحصل في باطن الارض تجد استقرارها وسكونها بظهور الجبال، فتكون الجبال سبباً لهدوء الارض واستقرارها حول محورها ومدارها وعدم عدولها عن مدارها السنوي وكأن الارض تتنفس بمنافذ الجبال فيخفّ غضَبُها وتسكن حدّتها.. هكذا يفهم ويطمئن ويلج في الايمان قائلاً: الحكمة لله.
 ومثلاً: ﴿ان السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما﴾(الانبياء: 30)
ان كلمة (رتقاً) في هذه الآية تفيد لمن لم يتلوث بالفلسفة:
السماء كانت صافية لا سحاب فيها. والارض جدباء لا حياة فيها، فالذي فتح ابواب السماء بالمطر وفرش الارض بالخضرة هو الذي خلق جميع ذوي الحياة من ذلك الماء، وكأنه حصل نوع من المزاوجة والتلقيح بينهما، وما هذا إلاّ من شأن القدير ذي الجلال الذي يكون وجه الارض لديه كبستان صغير والسحب التي تحجب وجه السماء معصرات لذلك البستان.. يفهم هكذا فيسجد امام عظمة قدرته تعالى.
وتفيد تلك الكلمة (رتقاً) للعالم الكوني:
انه في بدء الخليقة، كانت الارض والسماء كتلتين لا شكل لهما وعجينتين طريتين لا نفع لهما، فبينما هما مادة لا مخلوقات لهما ولا مَن يدب عليهما، بسطهما الفاطر الحكيم بسطاً جميلاً، ومنحهما صوراً نافعة وزينة فاخرة وكثرة كاثرة من المخلوقات.. هكذا يفهم ويأخذه العجب أمام سعة حكمته تعالى.
وتفيد هذه الكلمة للفلاسفة المعاصرين:
ان كرتنا الارضية وسائر السيارات التي تشكل المنظومة الشمسية كانت في البداية ممتـزجة مع الشمس بشكل عجينة لم تُفرش بعدُ، ففتـّق القادر القـيوم تلك العجينة ومكّن فيها السيارات كلاً في

لايوجد صوت