الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 527
(487-598)

موضعه، فالشمس هناك والارض هنا.. وهكذا. وفرش الارض بالتراب وانزل عليها المطر من السماء، ونثر عليها الضياء من الشمس واسكنها الانسان.. هكذا يفهم ويرفع رأسه من حمأة الطبيعة قائلاً:آمنت بالله الواحد الأحد.
 ومثلاً: ﴿والشمس تجري لمستقر لها﴾(يس: 38): فاللام في ﴿لمستقر﴾ تفيد معنى اللام نفسها ومعنى (في) ومعنى (الى).
فهذه (اللام) يفهمها العوام بمعنى (الى) ويفهم الآية في ضوئها؛ أي:
ان الشمس التي تمنحكم الضوء والحرارة، تجري الى مستقرٍ لها وستبلغه يوماً، وعندها لـن تفيدكم شيئاً. فيتذكر بهذا ما ربط الله سبحانه وتعالى من نعمٍ عظيمة بالشمس، فيحمد ربه ويقدّسه قائلاً: سبحان الله والحمد للّه.
والآية نفسها تظهر (اللام) بمعنى (الى) الى العالِم ايضاً، ولكن ليس بمعنى ان الشمس مصدر الضوء وحده، وانما كمكوك تحيك المنسوجات الربانية التي تنسج في معمل الربيع والصيف. وانها مدادٌ ودواةٌ من نور لمكتوبات الصمد التي تُكتب على صحيفة الليل والنهار. فيتصورها هكذا ويتأمل في نظام العالم البديع الذي يشير اليه جريان الشمس الظاهري، فيهوي ساجداً أمام حكمة الصانع الحكيم قائلاً: ما شاء الله كان، تبارك الله.
أما بالنسبة للفلكي، فان (اللام) يفهمها بمعنى (في) أي: ان الشمس تنظم حركة منظومتها (كزنبرك) الساعة بحركة محورية حول نفسها. فأمام هذا الصانع الجليل الذي خلق مثل هذه الساعة العظمى يأخذه العجب والانبهار فيقول: العظمة والقدرة لله وحده، ويدع الفلسفة داخلاً في ميدان حكمة القرآن.
و(اللام) هذه يفهمها العالِم المدقق بمعنى (العلة) وبمعنى (الظرفية) أي: أن الصانع الحكيم جعل الاسباب الظاهرية ستاراً لأفعاله وحجاباً لشؤونه. فقد ربط السيارات بالشمس بقانونه المسمى

لايوجد صوت