الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 530
(487-598)

وسيضع إمارات على ارادته هذه.
نعم، ففي كتاب (اشارات الاعجاز) ذكرنا هذه المعاني الموجودة هنا وأمثالها من المعاني المتعددة لكلمات القرآن، واثبتناها وفق قواعد علم الصرف والنحو وحسب دساتير علم البيان وفن المعاني وقوانين فن البلاغة.
والى جانب هذا فان جميع الوجوه والمعاني التي هي صحيحة حسب علوم العربية، وصائبة وفق اصول الدين، ومقبولة في فن المعاني، ولائقة في علم البيان ومستحسنة في علم البلاغة، هي من معاني القرآن الكريم، باجماع المجتهدين والمفسرين وعلماء اصول الدين واصول الفقه وبشهادة اختلاف وجهات نظرهم. وقد وضع القرآن الكريم امارات على كل من تلك المعاني حسب درجاتها وهي؛ إما لفظية أو معنوية، والامارة المعنوية هي: اما السياق نفسه او سباق الكلام أو أمارة من آيات اُخر تشير الى ذلك المعنى.
ان مئات الالوف من التفاسير التي قد بلغ بعضها ثمانين مجلداً(1) وقد الّفها علماء محققون، برهان قاطع باهر على جامعية وخارقية لفظ القرآن.
وعلى كل حال فلو اوضحنا في هذه الكلمة كل امارة تدل على كل معنى من المعاني بقانونها وبقاعدتها لطالت بنا الكلمة، لذا نختصر الكلام هنا ونحيل الى كتاب (اشارات الاعجاز في مظان الايجاز).
اللمعة الثانية:
الجامعية الخارقة في معانيه. نعم، ان القرآن الكريم قد افاض من خزينة معانيه الجليلة مصادرَ جميع المجتهدين، ومذاقَ جميع العارفين، ومشاربَ جميع الواصلين ومسالكَ جميع الكاملين، ومذاهبَ جميع المحققين فضلاً عن انه صار دليلَهم في كل وقتٍ ومرشدَهم في رقيهم كل حين ناشراً على طرقهم انواره الساطعة من خزينته التي لا

(1) حتى أن: الاستفتاء في علم القرآن (تفسير الادنوي) بلغ مائة وعشرين مجلداً، صنفه في اثنتي عشرة سنة، محمد بن علي بن احمد المقرئ النحوي المتوفي سنة 388 هـ (كشف الظنون 1/441) - المترجم.

لايوجد صوت