الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 528
(487-598)

بـ(الجاذبية) وبه يُجري السيارات المختلفة بحركات مختلفة ولكن منتظمة. ويجري الشمس حول مركزها سبباً ظاهرياً لتوليد تلك الجاذبية. أي أن معنى ﴿لمستقر﴾ هو: ان الشمس تجري في مستقر لها لإستقرار منظومتها، لأن الحركة تولد الحرارة والحرارة تولد القوة والقوة تولد الجاذبية الظاهرية، وذلك قانون رباني وسنة إلهية.
وهكذا، فهذا الحكيم المدقق يفهم مثل هذه الحكمة من حرف واحد من القرآن الحكيم ويقول: الحمد لله، ان الحكمة الحقة لهي في القرآن فلا اعتبر الفلسفة بعدُ شيئاً يذكر.
ومن هذه (اللام) والاستقرار يرد هذا المعنى الى مَن يملك فكراً وقلباً شاعرياً: ان الشمس شجرة نورانية، والسيارات التي حولها انما هي ثمراتها السائحة، فالشمس تنتفض دون الثمرات - بخلاف الاشجار الاخرى - لئلا تتساقط الثمرات، وبعكسه تتبعثر الثمرات.
ويمكن ان يتخيل ايضاً أن الشمس كسيد في حلقة ذكر، يذكر الله في مركز تلك الحلقة ذكر عاشقٍِ ولهان، حتى يدفع الآخرين الى الجذبة والانتشاء.
وقد قلت في رسالة اخرى في هذا المعنى
نعم، ان الشمس مثمرة، تنتفض لئلا تتساقط الثمرات الطيبة ولو سكنت وسكتت، لانفقد الانجذاب، فيصرخ العشاقُ المنسّقون في الفضاء الواسع هلعاً من السقوط والضياع!
 ومثلاً: ﴿واولئك هم المفلحون﴾(البقرة: 5) فيها سكوت، وفيها اطلاق؛ اذ لم تعين بم يفلحون؟ ليجد كل واحد مبتغاه في هذا السكوت. فالآية تختصر الكلام ليتسع المعنى.
اذ إن قصد قسم من المخاطبين هو النجاة من النار، وقسم آخر لا يفكر إلاّ بالجنة، وقسم يأمل السعادة الابدية، وقسم يرجو الرضى الإلهي فحسب، وقسم غاية امله رؤية الله سبحانه. وهكذا.. فيترك القرآنُ الكلامَ على إطلاقه ليعمّ، ويحذف ليفيد معاني كثيرة، ويوجز ليجد كلُ واحدٍ حظَه منها.

لايوجد صوت