تنضب، كما هو مصدَّق ومتفق عليه بينهم.
اللمعة الثالثة:
الجامعية الخارقة في علمه. نعم، ان القرآن الكريم مثلما اجرى من بحر علومه؛ علومَ الشريعة المتعددة الوفيرة، وعلومَ الحقيقة المتنوعة الغزيرة، وعلومَ الطريقةِ المختلفة غير المحدودة، فانه اجرى كذلك من ذلك البحر بسخاء وانتظام؛ الحكمة الحقيقية لدائرة الممكنات، والعلومَ الحقيقية لدائرة الوجوب والمعارف الغامضة لدائرة الآخرة.
ولو اردنا ايراد مثال لهذه اللمعة فلابد من كتابة مجلد كامل! لذا نبيّن (الكلمات) الخمسة والعشرين السابقة فحسب.
نعم ان الحقائق الصادقة للكلمات الخمس والعشرين كلها إن هي إلاّ خمس وعشرون قطرة من بحر علم القرآن. فان وجد قصور في تلك (الكلمات) فهو راجع الى فهمي القاصر.
اللمعة الرابعة:
الجامعية الخارقة في مباحثه. نعم، ان القرآن قد جمع المباحث الكلية لما يخص الانسان ووظيفته، والكون وخالقه والارض والسموات والدنيا والاخرة والماضي والمستقبل والازل والابد فضلاً عن ضمه مباحث مهمة اساسية ابتداءً من خلق الانسان من النطفة الى دخوله القبر، ومن آداب الاكل والنوم الى مباحث القضاء والقدر، ومن خلق العالم في ستة ايام الى وظائف هبوب الريح التي يشير اليها القَسَم في و(المرسلات)و(الذاريات) ومن مداخلته سبحانه في قلب الانسان وارادته باشارات الآيات الكريمة ﴿وما تشاؤن إلاّ أن يشاء الله﴾(التكوير :29) ﴿يحولُ بين المرء وقلبهِ﴾ (الانفال:24) الى ﴿والسموات مطويات بيمينه﴾ (الزمر:67) ، ومن ﴿وجعلنا فيها جنات من نخيلٍ واعناب﴾(يس:34) الى الحقيقة العجيبة التي تعبّر عنها الآية ﴿اذا زلزلت الارض زلزالها﴾(الزلزالة)، ومن حالة السماء ﴿ثم استوى الى السماء وهي