الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 537
(487-598)

الكثيف الثقيل المظلم، كيف تستبعدون منه منح حياةٍ لطيـفة كالـنار، وشعورٍ كالــنور لعظـام كالحطب.
ثم يأتي بدليل آخر صراحة ويقول:
ان الذي يخلق النار من الشجر المشهور لدى البدويين بحكّ غصنين معاً، ويجمع بين صفتين متضادتين الرطوبة والحرارة ويجعل احداهما منشأ للاخرى، يدلنا على أن كل شئ حتى العناصر الأصلية والتابعة انما تتحرك بقــوته وتـتمـثل بأمره. ولاشئ منها يتحرك بذاته أو سدىً. فمثل هذا الخالق العظيم لا يمكن أن يُستبعد منه احياء الانسان من التراب ـ وقد خلقه من التراب ويعود اليه - فلا يُتحدى بالعصيان.
ثم بعد ذلك يذكّر بكلمة ﴿الشجر الاخضر﴾ شجرة موسى عليه السلام المشهورة فيومئ الى اتفاق الانبياء ايماءً لطيفاً، بأن هذه الدعوى الاحمدية (عليه الصلاة والسلام) هي بعينها دعوى موسى عليه السلام. مما يزيد ايجاز هذه الكلمة لطافةً وحسناً آخر.
الضوء الرابع:
ان ايجاز القرآن جامع ومعجز، فلو انعم النظر فيه لشوهد بوضوح ان القرآن قد بيّن في مثالٍ جزئي وفي حادثة خاصة، دساتيرَ كلية واسعة وقوانينَ عامة طويلة، وكأنه يبين في غرفة ماءٍ بحراً واسعاً.
سنشير الى مثالين اثنين من آلاف امثلته.
 المثال الاول:
هو الايات الثلاث التي فصّلنا شرحها في المقام الاول من (الكلمة العشرين) : وهي:
انه بتعليم آدم عليه السلام الاسماء كلها تفيد الآية الكريمة: تعليم جميع العلوم والفنون الملهَمة لبني آدم.

لايوجد صوت