الحكومات التي ذاقوا منها الحرمان وسامتهم انواع العذاب.
ومنها:
﴿فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه ابداً﴾(البقرة: 94ـ95)
فالآية تبين بعنوان حادثة جزئية وقعت في مجلس صغير في الحضرة النبوية الكريمة من أن اليهود الذين هم أحرص الناس على حياة وأخوفهم من الموت، لن يتمنوا الموت ولن يتخلّوا عن الحرص على الحياة حتى قيام الساعة.
ومنها:
﴿وضربت عليهم الذلة والمسكنة﴾(البقرة:61)
تبين الآية الكريمة بهذا العنوان مقدرات اليهود في المستقبل بصورة عامة، وحيث أن الحرص والفساد قد تغلغل في سجاياهم وتمكن من طبعهم فالقرآن الكريم يغلظ عليهم في الكلام ويصفعهم صفعات زجر عنيفة للتأديب.
ففي ضوء هذه الامثلة، قس بنفسك قصة موسى عليه السلام وحوادث وقعت لبني اسرائيل وقصصهم.
وبعد، فان وراء كلمات القرآن البسيطة ومباحثه الجزئية هناك كثير من امثال ما في هذا الضوء الرابع من لمعات اعجاز كلمعة ايجاز اعجازي، والعارف تكفيه الاشارة.
الضوء الخامس:
هو الجامعية الخارقة لمقاصد القرآن ومسائله ومعانيه واساليبه ولطائفه ومحاسنه. نعم! اذا انعم النظر في سور القرآن الكريم وآياته، ولاسيما فواتح السور، ومبادئ الآيات ومقاطعها تبيّن:
ان القرآن المعجز البيان قد جمع انواع البلاغة، وجميع اقسام فضائل الكلام، وجميع اصناف الاساليب العالية وجميع افراد محاسن الاخلاق، وجميع خلاصات العلوم الكونية، وجميع فهارس المعارف الإلهية، وجميع الدساتير النافعة للحياة البشرية الشخصية