الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 541
(487-598)

والاجتماعية، وجميع القوانين النورانية السامية لحكمة الكون.. وعلى الرغم من جمعه هذا لايظهر عليه أي اثر كان من آثار الخلط وعدم الاستقامة في التركيب أو المعنى.
حقاً، ان جمع جميع هذه الاجناس المختلفة الكثيرة في موضع واحد من دون أن ينشأ منه اختلال نظامٍ أو اختلاط وتشوش، انما هو شأن نظام اعجاز قهّار ليس إلاّ.
وحقاً ان تمزيق ستار العاديّات - التي هي مصدر الجهل المركب - ببيانات نافذة، واستخراج خوارق العادات المتسترة تحت ذلك الستار واظهارها بجلاء، وتحطيم طاغوت الطبيعة - التي هي منبع الضلالة - بسيوف البراهين الالماسية، وتشتيت حجب نوم الغفلة الكثيفة بصيحات مدوية كالرعد، وحل طلسم الكون المغلق والمعمّى العجيب للعالم الذي أعجز الفلسفة البشرية والحكمة الانسانية... ما هو إلاّ من صنع هذا القرآن المعجز البيان، البصير بالحقيقة ، المطّلع على الغيب، المانح للهداية، المظهر للحق.
نعم، إذا اُنعم النظر في آيات القرآن الكريم بعين الانصاف لشوهدت أنها لا تشبه فكراً تدريجياً متسلسلاً يتابع مقصداً أو مقصدين كما هو الحال في سائر الكتب بل انها تُلْقى إلقاءً، ولها طور دفعي وآني، وان عليها علامة أن كل طائفة منها ترد معاً انما ترد مستقلة وروداً وجيزاً منجّماً ومن مكان قصي ضمن مخابرة في غاية الاهمية والجدية.
نعم، مَن غيرُ رب العالمين يستطيع ان يجري هذا الكلام الوثيق الصلة بالكون وبخالق الكون وبهذه الصورة الجادة؟ ومَن غيرُه تعالى يتجاوز حدّه بما لا حد له من التجاوز فيتكلم حسب هواه باسم الخالق ذي الجلال وباسم الكون كلاماً صحيحاً كهذا؟
نعم، انه واضح جلي في القرآن أنه كلام رب العالمين.. هذا الكلام الجاد الحق السامي الحقيقي الخالص، ليس عليه اية امارة كانت تومئ بالتقليد. فلو فرضنا محالاً ان هناك مَن هو مثل مسيلمة الكذاب الذي

لايوجد صوت