الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 539
(487-598)

اجساد موتاهم بالتحنيط من الماضي الى الاجيال المقبلة لعرضها امامهم وفق اعتقادهم بتناسخ الارواح، كما تفيد الآية الكريمة باسلوب معجز اشارة غيبية الى: ان الجسد الذي اكتشف في العصر الأخير هو نفسه جسد فرعون الذي غرق، فكما اُلقي به الى الساحل في الموضع الذي غرق فيه، فسيلقى به كذلك من بحر الزمان فوق امواج العصور الى ساحل هذا العصر.
ومنها: قوله تعالى ﴿يذبّحون ابناءكم ويستحيون نساءكم﴾(البقرة: 49) فانه بحادثة ذبح بنى اسرائيل واستحياء نسائهم وبناتهم في عهد فرعون يبين الإبادة الجماعية التي يتعرض لها اليهود في اكثر البلدان وفي كل عصر، والدور المهم الذي تؤديه نساؤهم وبناتهم في حياة السفاهة للبشرية وتحلل اخلاقها.
ومنها: ﴿ولتجدنّهم أحرصَ الناسِ على حياة﴾(البقرة: 96)
﴿وترى كثيراً منهم يُسارعون في الاثم والعدوان واكلهم السُحت لبئسَ ما كانوا يعملون﴾ (المائدة: 62 )
﴿ويسعوْن في الارض فساداً والله لا يحبُ المفسدين﴾(المائدة: 64)
﴿وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الارض مرتين﴾(الاسراء:4)
﴿ولاتعثوا في الارض مفسدين﴾(البقرة: 60)
هذان الحكمان القاضيان في حق اليهود - الحرص والفساد - يتضمنان هذين الدستورين العامين المهمين، اللذين يديرهما اولئك القوم في حياة المجتمع الانساني بالمكر والحيل والخديعة؛ فالآية تبين: انهم هم الذين زلزلوا الحياة الاجتماعية الانسانية واوقدوا الحرب بين الفقراء والاغنياء بتحريض العاملين على اصحاب رأس المال. وكانوا السبب في تأسيس البنوك بجعلهم الربا أضعافاً مضاعفة، وجمعوا اموالاً طائلة بكل وسيلة دنيئة بالمكر والحيل، هؤلاء القوم هم انفسهم ايضاً انخرطوا في كل انواع المنظمات الفاسدة ومدّوا أيديهم الى كل نوع من انواع الثورات، أخذاً لثأرهم من الشعوب الغالبة ومن

لايوجد صوت