الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 570
(487-598)

ابوابه، ويناولكم النِعَم منه.
وكذا الاشجار والنباتات، فهي بعيدة كل البعد عن تهيئة الثمرات والحبوب رأفة بكم وتفكراً برزقكم، فما هي إلاّ حبالٌ وشرائط ممتدة من وراء ستار الغيب يمدها حكيم رحيم علّق تلك النعم بها وارسلها الى ذوي الحياة.
وهكذا فمن هذه البيانات تظهر مطالع اسماء حسنى كثيرة كالرحيم والرزاق والمنعم والكريم.
ومثلاً:
﴿ألم ترَ أن الله يُزجى سحاباً ثم يؤلّف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودْقَ يخرج من خلاله ويُنزّل من السماء من جبالٍ فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يقلبُ الله الّيل والنهار ان في ذلك لعبرةً لاولي الابصار والله خلَق كلَّ دابة من ماءٍ فمنهم مَن يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم مَن يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شيء قدير﴾(النور:43 ــ45).
فهذه الآية الكريمة حينما تبين التصرفات العجيبة في انزال المطر وتشكل السحاب التي تمثل ستار خزينة الرحمة الإلهية واهم معجزة من معجزات الربوبية، تبينها كأن اجزاء السحاب كانت منتشرة ومختفية في جو السماء - كالجـنود المنـتـشرين للراحة - فتجتع بأمر الله وتـتألف تلك الاجزاء الصغيرة مشكلة السحاب كما تجتمع الجنود بصوت بوق عسكري، فيرسل الماء الباعث على الحياة الى ذوي الحياة كافة، من تلك القطع من السحاب التي هي في جسامة الجبال السيارة في القيامة وعلى صورتها. وهي في بياض الثلج والبَرَد وفي رطوبتها.. فيُشاهد في ذلك الارسال ارادة وقصداً لأنه يأتي حسب الحاجة، أي ترسل المطر ارسالاً، ولا يمكن ان تجتمع تلك الاجزاء الضخمة من السحاب وكأنها جبال بنفسها في الوقت الذي نرى الجو براقاً صحواً لا شئ يعكّره، بل يرسلها مَن يعرف ذوي الحياة ويعلم بحالهم.
ففي هذه المسافة المعنوية تظهر مطالع الاسماء الحسنى كالقدير

لايوجد صوت