واحدة. فلا ولن يُسأل للتعجيز صاحب هذه القدرة: ﴿من يحيي العظام﴾؟
ثم انه بعبارة ﴿فسبحان الذي بيده ملكوتُ كل شيء﴾ يبين انه سبحانه بيده مقاليد كل شئ، وعنده مفاتيح كل شئ، يقلب الليل والنهار، والشتاء والصيف بكل سهولة ويسر كأنها صفحات كتاب، والدنيا والآخرة هما عنده كمنزلين يغلق هذا ويفتح ذاك. فما دام الأمر هكذا فان نتيجة جميع الدلائل هي: ﴿واليه تُرجعون﴾ أي انه يحييكم من القبر، ويسوقكم الى الحشر، ويوفي حسابكم عند ديوانه المقدس.
وهكذا ترى ان هذه الآيات قد هيأت الاذهان، واحضرت القلوب لقبول قضية الحشر، بما أظهرت من نظائرها بافعال في الدنيا.
هذا وقد يذكر القرآن ايضاً افعالاً اخروية بشكل يحسس ويشير الى نظائرها الدنيوية،ليمنع الانكار والاستبعاد. فمثلاً:
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿اذا الشمسُ كُوِّرتْ واذا النجومُ انكدَرتْ واذا الجبالُ سُيرتْ واذا العشارُ عطلتْواذا الوحوشُ حُشِرتْ واذا البحار سُجّرتْ واذا النفوسُ زُوّجتُْ واذا الموؤدة سُئلتْ بأيّ ذنبٍ قُتلَتْ واذا الصُحُفُ نُشرت واذا السماء كُشطتْواذا الجحيمُ سُعّرتْ واذا الجنةُ ازلفتْ علمتْ نفسٌ ما احضرتْ... ﴾ الى آخر السورة.
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿اذا السماءُ انفطرتْ واذا الكواكبُ انتثرتْ واذا البحار فُجرتْ واذا القبورُ بُعثرتْ علمتْ نفسٌ ما قدّمتْ واخّرت...﴾ الى آخر السورة.
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿اذا السماءُ انشقّتْ واذنتْ لربّها وحُـقّتْ واذا الارضُ مُدّت والقتْ ما فيها وتخلّتْ واذنتْ لربّها وحُقّتْ...﴾ الى آخر السورة.
فترى ان هذه السوَر تذكر الانقلابات العظيمة والتصرفات