الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 574
(487-598)

الاسحار ولفّها في الاماسي وهكذا يتناوب الليل والنهار هامة الارض، وهي تجمع متاعها مقللة من تعاملها، أو يكون القمر - الى حدٍ ما - نقاباً لاخذها وعطائها ذلك، أي كما ان هذه الموظفة تجمع متاعها وتطوي دفاتر اعمالها بهذه الاسباب فلابد من أن يأتي يوم تعفى من مهامها، وتفصل من وظيفتها، حتى ان لم يكن هناك سبب للاعفاء والعزل. ولعلّ توسع ما يشاهده الفلكيون على وجهها من البقعتين الصغيرتين الآن اللتين تتوسعان وتتضخمان رويداً رويداً. تسترجع الشمس - بهذا التوسع - وبأمر رباني ما لفّته ونشرته على رأس الارض باذن إلهي من الضوء، فتلف به نفسها. فيقول ربّ العزة: الى هنا انتهت مهمتك مع الارض، فهيّا الى جهنم لتحرقي الذين عبدوك وأهانوا موظفة مسخرة مثلك وحقروها متهمين إياها بالخيانة وعدم الوفاء. بهذا تقرأ الشمسُ الأمر الرباني ﴿اذا الشمس كوّرت﴾ على وجهها المبقع.
 نكتة البلاغة التاسعة:
ان القرآن الكريم قد يذكر بعضاً من المقاصد الجزئية،ثم لأجل أن يحوّل تلك الجزئيات الى قاعدة كلية ويجيلَ الاذهان فيها يثبّت ذلك المقصد الجزئي ويقرره ويؤكده بالاسماء الحسنى التي هي قاعدة كلية.
فمثلاً:
﴿قد سمعَ الله قولَ التي تُجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمعُ تحاوركما ان الله سميعٌ بصير﴾(المجادلة: 1)
يقول القرآن: ان الله سميع مطلق السمع يسمع كل شئ، حتى إنه ليسمع باسمه (الحق) حادثة جزئية، حادثة لمرأة - المرأة التي حظيت بألطف تجلٍ من تجليات الرحمة الإلهية وهي التي تمثل اعظم كنز لحقيقة الرأفة والحنان - هذه الدعوى المقدمة من امرأة وهي محقة في دعواها على زوجها وشكواها الى الله منه يسمعها باهتمام بالغ كأي أمرعظيم باسم (الرحيم) وينظر اليها بكل جد ويراها باسم (الحق).

لايوجد صوت