الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 592
(487-598)

الحياة الدنيا إلاّ لعبٌ ولهو... ﴾ وامثالها من الآيات العظيمة.
ثم انه يزيل توهم الابدية والخلود في الدنيا بعباراته التي تنم عن زوال الدنيا وموتها في قوله تعالى:﴿اذا السماء انفطرت..﴾﴿اذا الشمس كوّرت..﴾ ﴿اذا السماء انشقت..﴾﴿ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض إلاّ مَن شاء الله..﴾(الزمر:68) وأمثالها من الآيات الكريمة.
ثم انه يبدد الغفلة المولّدة لمفهوم (الطبيعة) المادي، ويشتتها بنداءاته المدوية كالصاعقة في قوله تعالى: ﴿يعلم ما يَلجُ في الارض وما يخرجُ منها وما ينزل من السماء وما يعرُج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير﴾(الحديد:4)، ﴿وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربّك بِغافل عمّا تعملون﴾(النمل:93) وامثالها من الآيات النيرة.
وهكذا فان القرآن الكريم بجميع آياته المتوجهة للكون (اي الآيات الكونية)يمضي على هذا الاساس، فيكشف عن حقيقة الدنيا كما هي، ويبيّنها للانظار. ويصرف نظر الانسان ببيانه إلى مدى دمامة وجه الدنيا القبيح - بتلك الآيات - ليتوجه الى الوجه الصبوح الجميل للدنيا الجميلة، ذلك الوجه المتوجه الى الصانع الجليل. فيوجّه نظر الانسان الى هذا الوجه، ملقناً اياه الحكمة الصائبة والفلسفة الحقّة بما يعلّمه من معاني كتاب الكون الكبير مع التفاته الى حروفه ونقوشه، من دون ان يبدد جهوده فيما لا يعنيه من امور نقوش الحروف الزائلة كما تفعله الفلسفة الثملة العاشقة للقبح، حيث أنستْه النظر الى المعنى والمغزى.

الضياء الثالث
لقد اشرنا في الضياء الثاني الى انهزام حكمة البشر وسقوطها امام حكمة القرآن، كما اشرنا فيه الى اعجاز حكمة القرآن. وفي هذا الضياء سنبين درجة حكمة تلاميذ القرآن، وهم العلماء الاصفياء

لايوجد صوت