الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 637
(628-646)

ان الايمان بالقدر من اركان الايمان، اي ان كل شئ بتقدير الله، والدلائل القاطعة على القدر كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى. ونحن سنبين هنا مدى قوة هذا الركن الايماني وسعته باسلوب بسيط وظاهر في مقدمة.

المقدمة
ان كل شئ قبل كونه وبعد كونه مكتوب في كتاب، يصرّح بهذا القرآن الكريم في كثير من آياته الكريمة امثال ﴿ولا رطب ولا يابس الاّ في كتاب مبين﴾ وتصدّق هذا الحكم القرآني الكائنات قاطبة، التي هي قرآن القدرة الإلهية الكبير، بآيات النظام والميزان والانتظام والامتياز والتصوير والتزيين وامثالها من الايات التكوينية.
نعم! ان كتابات كتاب الكائنات المنظومة وموزونات اياتها تشهد على أن كل شئ مكتوب. أما الدليل على أن كل شئ مكتوب ومقدّر قبل وجوده وكونه، فهو جميع المبادىء والبذور وجميع المقادير والصور شواهد صدق. اذ ما البذور الاّ صنيديقات لطيفة ابدعها معمل (ك.ن) أودع فيها القدر فهيرس رسمه، وتبني القدرة - حسب هندسة القدر ـ معجزاتها العظيمة على تلك البذيرات، مستخدمة الذرات. بمعنى ان كل ما سيجري على الشجرة من امور مع جميع وقائعها، في حكم المكتوب في بذرتها. لأن البذور بسيطة ومتشابهة مادةً، فلا اختلاف بينها.
ثم ان المقدار المنظم لكل شئ يبين القدر بوضوح فلو دقق النظر الى كائن حي لتبين أن له شكلاً ومقداراً، كأنه قد خرج من قالب في غاية الحكمة والاتقان، بحيث أن اتخاذ ذلك المقدار والشكل والصورة، اما انه يتأتى من وجود قالب مادي خارق في منتهى الانثناءات والانحناءات.. أو أن القدرة الإلهية تفصّل تلك الصورة وذلك الشكل

لايوجد صوت