الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 639
(628-646)

مكتوب؛ فهو جميع الثمرات التي تخبر عن الكتاب المبين والامام المبين. والقوة الحافظة للانسان التي تشير الى اللوح المحفوظ وتخبر عنه، كل منها شاهد صادق، وأمارة وعلامة على ذلك.
نعم! ان كل ثمرة تُكتب في نواتها - التي هي في حكم قلبها - مقدّرات حياة الشجرة ومستقبلها ايضاً.
والقوة الحافظة للانسان - التي هي كحبة خردل في الصغر - تَكتب فيها يدُ القدرة بقلم القدر تاريخ حياة الانسان وقسماً من حوادث العالم الماضية كتابةً دقيقة، كأنها وثيقة وعهد صغير من صحيفة الاعمال اعطته تلك القدرة للانسان ووضعها في زاوية من دماغه ليتذكر بها وقت المحاسبة، وليطمئن انّ خلق هذا الهرج والمرج والفناء والزوال مرايا للبقاء، رسَمَ فيها القدير هوّيات الزائلات، والواحاً يكتب فيها الحفيظ العليم معاني الفانيات.
نحصل مما سبق: ان حياة النباتات، ان كانت منقادة الى هذا الحد لنظام القدر مع انها ادنى حياة وابسطها، فان حياة الانسان التي هي في اعلى مرتبة من مراتب الحياة، لابد انها رسمت بجميع تفرعاتها بمقياس القدر وكتبت بقلمه.
نعم! كما ان القطرات تُخبر عن السحاب، والرشحات تدل على نبع الماء والمستندات والوثائق تشير الى وجود السجل الكبير، كذلك الثمرات والنطف والبذور والنوى والصور والاشكال الماثلة امامنا وهي في حكم رشحات القدر البديهي - اي الانتظام المادي في الاحياء - وقطرات القدر النظري - اي الانتظام المعنوي والحياتي - وبمثابة مستنداتهما ووثائقهما.. تدل بالبداهة على الكتاب المبين، وهو سجل الارادة والاوامر التكوينية، وعلى اللوح المحفوظ، الذي هو ديوان العلم الإلهي، الامام المبين.
النتيجة: ما دمنا نرى أن ذرات كل كائن حي، اثناء نموه ونشوئه ترحل الى حدود ونهايات ملتوية منثنية وتقف عندها. وتغير طريقها لتثمر في تلك النهايات حكمةً وفائدة ومصلحة. فبالبداهة ان المقدار الظاهري لذلك الشئ قد رُسم بقلم القدر.

لايوجد صوت