الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 638
(628-646)

وتُلبسها الشجرة بقالب معنوي علمي موزون أتى من القدر.
تأمل الآن في هذه الشجرة، وهذا الحيوان، فالذرات الصم العمي الجامدة التي لا شعور لها والمتشابهة بعضها ببعض، تتحرك في نمو الاشياء، ثم تتوقف عند حدود معينة توقف عارف عالم بمظان الفوائد والثمرات. ثم تبدل مواضعها وكأنها تستهدف غاية كبرى.
اي أن الذرات تتحرك على وفق المقدار المعنوي الآتي من القدر، وحسب الامر المعنوي لذلك المقدار.
فما دامت تجليات القدر موجودة في الاشياء المادية المشهودة الى هذه الدرجة، فلابد أن أوضاع الاشياء الحاصلة والصور التي تلبسها والحركات التي تؤديها بمرور الزمان تابعة ايضاً لإنتظام القدر.
نعم! ان في البذرة تجليين للقدر.
الاول: (بديهي) يخبر ويشير الى الكتاب المبين الذي هو عنوان الارادة والاوامر التكوينية.
والآخر: تجلٍ نظري (معقول) يخبر ويرمز الى الامام المبين الذي هو عنوان الامر والعلم الإلهي.
(فالقدر البديهي) هو ما تتضمن تلك البذرة من اوضاع وكيفيات وهيئات مادية للشجرة، والتي ستشاهد فيما بعد.
و(القدر النظري) هو ما سيخلق من تلك البذرة من اوضاع واشكال وحركات وتسبيحات طوال حياة الشجرة وهي التي يُعبّر عنها بتاريخ حياة الشجرة. فتلك الاوضاع والاشكال والافعال تتبدل حيناً بعد حين الاّ ان لها مقداراً قدرياً منتظماً، كما هو الظاهر في اغصان الشجرة واوراقها.
فلئن كان للقدر تجلٍ كهذا في الاشياء الاعتيادية والبسيطة، فلابد أن هذا يفيد؛ ان الاشياء كلها قبل كونها ووجودها مكتوبة في كتاب، ويمكن ان يفهم ذلك بشئ من التدبر.
أما الدليل على أن تأريخ حياة كل شئ، بعد وجوده وكونه،

لايوجد صوت