الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 644
(628-646)

يبيدها.. ولا يسلّم ايضاً شكرها وعباداتها الى غيره.
 الفقرة الثانية:
يا نفسي المغرورة! انكِ تشبهين ساق العنب، لا تغتري ولا تفتخري، فتلك الساق لم تعلق العناقيد على نفسها، بل علّقها عليها غيرها.
 الفقرة الثالثة:
يا نفسي المرائية! لا تغتري قائلة: انني خدمت الدين. فان الحديث الشريف صريح بـ(ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)(1) فعليك ان تعدّى نفسكِ ذلك الرجل الفاجر، لانك غير مزكاة.
واعلمي ان خدمتك للدين وعباداتك ما هي الا شكر ما انعم الله عليك، وهي اداء لوظيفة الفطرة وفريضة الخلق ونتيجة الصنعة الإلهية.. اعلمي هذا وانقذي نفسك من العجب والرياء.
 الفقرة الرابعة:
ان كنت ترومين الحصول على علم الحقيقة، والحكمة الحقة، فاظفري بمعرفة الله، اذ حقائق الموجودات كلها، انما هي اشعة اسم الله الحق، ومظاهر اسمائه الحسنى، وتجليات صفاته الجليلة. واعلمي ان حقيقة كل شئ مادياً كان أو معنوياً وجوهرياً أو عرضياً، وحقيقة الانسان نفسه انما تستند الى نور من انوار اسمائه تعالى وترتكز على حقيقته. والاّ فهي صورة تافهة لا حقيقة لها. ولقد ذكرنا في ختام الكلمة العشرين شيئاً من هذا البحث.
يا نفسي!
ان كنت مشتاقة الى هذه الدنيا، وتفرين من الموت، فاعلمي يقيناً ان ما تظنينه حياة، ما هو الاّ الدقيقة التي انت فيها، فما قبل تلك الدقيقة من زمان وما فيه من اشياء دنيوية كله ميت. وما بعد تلك

(1) روى البخاري أن النبي y قال لبلال: يا بلال قم فأذّن لا يدخل الجنة الاّ مؤمن وان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. صحيح البخاري 3062 ، 4203 ، 4204 ، 6606 صحيح مسلم 1/105-106 - المترجم.

لايوجد صوت