الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 643
(628-646)

تُرى أيحق لذلك الفقير الأجير أن يقول لذلك الصانع الماهر: (انك تتعبني وترهقني بطلبك منّي الانحناء مرة والاعتدال أخرى.. وانك تشوّه بقصّك وتقصيرك هذا القميص الذي يجمّلني ويزينني؟ ترى أيقدر ان يقول له: لقد ظلمت وما انصفت؟!).
وكذلك الأمر في الصانع الجليل الفاطر الجميل (ولله المثل الاعلى) اذ يبدّل قميص الوجود الذي ألبسه ذوي الحياة، ويقلبه في حالات كثيرة، ذلك القيمص المرصع باللطائف والحواس كالعين والاذن والعقل والقلب وامثالها، يبدّله ويقلّبه اظهاراً لنقوش اسمائه الحسنى.
ففي الاوضاع التي تتسم بالآلام والمصائب انوار جمال لطيف تشف عن اشعة رحمة ضمن لمعات الحكمة الإلهية، اظهاراً لأحكام بعض الاسماء الحسنى.

الخاتمة
[ هذه فقرات خمس اسكتت النفس الامارة بالسوء لسعيد القديم، تلك النفس الجاهلة المتفاخرة المغرورة المرائية المعجبة بنفسها]
 الفقرة الاولى:
ما دامت الاشياء موجودة ومتقنة الصنع، فلابد ان صانعاً ماهراً قد صنعها. فلقد اثبتنا في الكلمة الثانية والعشرين اثباتاً قاطعاً انه:
ان لم تُسند كل الاشياء الى الواحد الأحد، يتعسر كل شئ كتعسر الاشياء كلها. وإن اُسند كل شئ الى الواحد الأحد، تسهل الاشياء كلها كسهولة شئ واحد.
ولما كان الذي خلق الارض والسموات هو الواحد الأحد، فلابد ان ذلك البديع الحكيم لا يعطى ثمرات الارض والسموات ونتائجهما وغاياتهما - وهم ذوو الحياة - الى غيره فيفسد الامور. ولا يمكن ان يسلّمها الى ايدي الآخرين فيعبث بجميع اعماله الحكيمة. ولا يمكن ان

لايوجد صوت