ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المسألة الخامسة | 540
(540-546)

المسألة الخامسة
وهي الرسالة الخامسة
رسالة الشكر
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاّ يُسَبّحُ بِحَمْدِهِ﴾
يفيض القرآن الكريم ببيانه المعجز ويحثّ على الشكر في آيات كثيرة، منها هذه الآيات التاليات:
﴿اَفَلاَ يَشْكُرُون﴾ (يس:35).... ﴿اَفَلاَ يَشْكُرُوُن﴾ (يس:73)
﴿وَسَنَجْزى الشَّاكرينَ﴾ (آل عمران:145)
﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاَزيدَنَّكُمْ﴾ (ابراهيم:7)
﴿بَلِ الله فَاعْبُد وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرين﴾ (الزمر:66)
ويبيّن منها: أن اجلّ عملٍ يطلُبُه الخالُق الرحيم من عباده هو: الشُكر. فيدعو الناس الى الشكر دعوة صريحة واضحة ويوليه أهمية خاصة باظهاره أن الاستغناء عن الشكرتكذيب للنعم الإلهية وكفران بها، ويهدّد إحدى وثلاثين مرة في سورة (الرحمن) بالآية الكريمة : ﴿فَبَايّ آلاءِ رَبّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ تهديداً مُرعباً، ويُنذر الجن والإنس إنذاراً مهولاً ببيانه: ان عدم الشكر والإعراض عنه تكذيبٌ وإنكار وجحود.
ومثلما يبيّن القرآن الحكيم أن الشكر نتيجة الخلق والغاية منه، فالكون الذي هو بمثابة قرآن كبير مجسّم يُظهِر أيضاً أن اهمّ نتيجة لخلق الكائنات هي الشكر؛ ذلك لأنه اذا ما أنعم النظر في الكائنات لتبيّن:
ان هيأة الكون ومحتوياته قد صُممت بشكل ووُضعت على نمط، بحيث تنتج الشكر وتُفضي اليه، فكل شئ متطلّع ومتوجّه - من جهة - الى الشكر، حتى كأن أهم ثمرة في شجرة الخلق هذه هي الشكر، بل

لايوجد صوت