ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس | 30
(30-34)

المكتوب السادس

باسمه سبحانه
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍْ اِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾
سلام الله ورحمته وبركاته عليكما وعلى اخوانكما ما دام الملوان(1) وتعاقب العصران وما دام القمران(2) واستقبل الفرقدان(3).
اخويّ الغيورين، زميلَيّ الشهمين، يا مبعثيّ سلواني في دار الغربة، الدنيا..
لما كان المولى الكريم سبحانه وتعالى قد جعلكما مشاركين لي في المعاني التي أنعمها على فكري، فمن حقكما اذاً مشاركتي في مشاعري وأحاسيسي.
سأحكى لكما بعضاً مما كنت اقاسيه من ألم الفراق في غربتي هذه، طاوياً ما هو اكثر ايلاماً منه لئلا اجعلكما تتألمان كثيراً.
لقد بقيت منذ شهرين او ثلاثة وحيداً فريداً، وربما يأتيني ضيف في كل عشرين يوماً او ما يقرب من ذلك، فأظل وحيداً في سائر الاوقات. ومنذ ما يقرب من عشرين يوماً ليس حولي احد من اهل الجبل، فلقد تفرقوا.
ففي هذه الجبال الموحية بالغربة، وعندما يرخى الليل سدوله، فلا صوت ولا صدى، الاّ حفيف الاشجار الحزين.. رأيتني وقد غمرتني خمسة ألوان من الغربة. 
(1) الملوان: الليل والنهار وطرفاهما.. – المترجم.
(2) القمران: الشمس والقمر. – المترجم.
(3) الفرقدان: نجمان منيران في السماء. – المترجم.

لايوجد صوت