القسم السابع
وهو الأشارات السبع
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿فآمِنُوا باللّه ورَسُولهِ النبيّ الأُميّ الذي يُؤمِنُ بِاللّهِ
وَكَلِمَاتهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلّكُم تَهتَدُون﴾(الاعراف:158)
﴿يُريدُونَ أنْ يُطفِئُوا نُورَ الله بِافواهِهم وَيَأبَى
الله إلاّ أنْ يُتِم نُورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِروُن﴾(التوبة:32)
هذا القسم عبارة عن سبع إشارات، كتب جواباً عن ثلاثة اسئلة، والسؤال الاول منها يتضمن اربع اشارات.
الاشارة الاولى: ان مـستند الذين يحـاولون تـغيــيـر الشـعـائر الاسـلامية وتبــديلـها، وحجتهم نابعة من تقليد الاجانب تقليداً أعمى، كما هو في كل الامور الفاسدة. فهم يقولون :
( ان المهتدين في لندن، والذين دخلوا في حظيرة الايمان من الاجانب يترجمون كثيراً من الامور امثال الأذان والاقامة للصلاة، الى ألسنتهم، ويعملون بها في بلادهم، والعالم الاسلامي ازاء عملهم هذا ساكت، لا يعترض عليهم، فاذاً هناك جواز شرعي في عملهم هذا بحيث يجعلهم يلزمون الصمت ازاءه!).
الجـواب: ان الفرق في هذا القياس ظاهر جداً، وليس من شأن ذي شعور تقليدهم، وقياس الامور عليهم مهما كان. لأن بلاد الاجانب يطلق عليها في لسان الشريعة (دار الحرب). فكثير من الامور لها جواز شرعي في (دار الحرب)، ولامساغ لها في (دار الاسلام).
ثم ان بلاد الافرنج تتميز بقوة النصرانية وشوكتها. فليس هناك محيط يلقّن بلسان الحال ما يشيع مفاهيم الكلمات المقدسة ومعاني الاصطلاحات الشرعية، لذا فبالضرورة رُجحّت المعاني القدسية على الالفاظ المقدسة، اي تُركت الالفاظ حفاظاً على المعاني، اي اختير أخف الضررين، واهون الشرين.