المكتوب الثالث والعشرون
باسمه سبحانه
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍْ اِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً بعدد عاشرات دقائق عمرك وذرات وجودك.
اخي العزيز الغيور الجاد ذا الحقيقة الخالص الفطن!
ان أمثالنا من اخوان الحقيقة والآخرة لايمنع اختلاف الزمان والمكان محاورتهم ومؤانستهم، فحتى لو كان أحدهم في الشرق وآخر في الغرب وآخر في الماضي وآخر في المستقبل وآخر في الدنيا وآخر في الآخرة يمكن أن يُعدّوا معاً، ويمكنهم ان يتحاور بعضهُم مع البعض الآخر، ولاسيما ان كانوا مجتمعين على غاية واحدة ويعملون في مهمة واحدة وواجب واحد، بل حتى يكون أحدهم هو في حكم عين الآخر.
انني أتصوركم معي صباح كل يوم، وأهب لكم قسماً من مكاسبي، وهو الثلث (نسأل الله القبول) فأنتم في الدعاء مع عبد المجيد وعبد الرحمن، فتنالون حظكم دوماً ان شاء الله.
ولقد أثّر فيّ بعض مشاكلكم الدنيوية فتألمت لألمكم. ولكن ياأخي لما كانت الدنيا ليست خالدة، وان في مصائبها خيراً، فقد ورد الى قلبي ـ بدلاً عنك ـ عبارة (كل حال يزول) وتدبـّرت في (لاعيش الاّ عيـش الآخـرة )(1) وتـلـوت:
-----------------------------------------------
(1) صحيح البخاري (1358) ومسلم برقم (1805) عن أنس رضي الله عنه.