ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المسألة الثالثة | 524
(524-533)

المسألة الثالثة
وهي الرسالة الثالثة
هذه المسألة جواب خاص جداً، فيه شئ من السرية والخفاء عن سؤال عام يسأله الاخوة عامة سواء بلسان الحال او المقال.
والسؤال هو:
انك تقول لكل من يأتي لزيارتك:
(لا تنتظروا من شخصي همة ومدداً، ولا تعدوني شخصاً مباركاً، فأنا لست صاحب مقام. فكما يبلغ الجندي الاعتيادي أوامر مقام المشير، فانا كذلك ابلغ اوامر مشيرية معنوية رفيعة. وكما يقوم شخص مفلس لا يملك شيئاً بدور الدلال لدكان مجوهرات غالية جداً، فانا كذلك دلال امام دكان مقدس وهو القرآن الكريم).
هكذا تقول لكل زائر قادم اليك، ولكن عقولنا تحتاج الى العلم كما ان قلوبنا تطلب الفيض وارواحنا تنشد النور.. وهكذا نطلب اشياء كثيرة بجهات شتى. ونأتي الى زيارتك علك تفي لنا بحاجاتنا، اذ نحن بحاجة الى صاحب ولاية وصاحب همة وكمالات اكثر من حاجتنا الى عالم. فان كان الأمر كما تقول، فقد أخطأنا اذن في زيارتك!.. هكذا يقول لسان حالهم.
الجواب: اسمعوا خمس نقاط، ثم تفكروا في زيارتكم هل هي مجدية أم انها لا طائل وراءها، ومن بعدها أحكموا ما شئتم!
النقطة الاولى:
خادم لسلطان عظيم أو جندي تحت امرته، يسلم الى القواد العظام والمشيرين الكبار هدايا السلطان وأوسمته الرفيعة ويجعلهم في امتنان ورضى. فان قال اولئك القواد والمشيرون: لِمَ نتنازل بتسلم النعم السلطانية واكرامه لنا من يد هذا الجندي البسيط؟! فلاشك ان ذلك يعد غروراً جنونياً.
وكذلك اذا اعجب ذلك الجندي بنفسه ولم يقم احتراماً للمشير خارج وظيفته وعدّ نفسه أعلى درجة منه، فليس ذلك الا بلاهة

لايوجد صوت