ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المسألة الثالثة | 525
(524-533)

وجنوناً.
ولو تنازل أحد أولئك القواد الممتنين وذهب الى منزل ذلك الجندي البسيط، الذي لا يجد ضيُفه الكريم عنده سوى كسرة خبز، فسوف يرسل السلطان الذي يعلم حال خادمه الامين الى منزله طَبقاً من اطيب طعام والذه من مطبخه الخاص دفعاً للحرج عنه.
فكما ان الامر هكذا في خادم السلطان، كذلك خادم القرآن الصادق اذ مهما كان من عامة الناس، الا انه يبلغ اوامر القرآن الكريم باسم القرآن نفسه الى اعظم انسان من دون تردد ولا احجام ويبيع جواهر القرآن الثمينة جداً لأغنى انسان روحاً، بافتخار واعتزاز واستغناء من دون تذلل وتوسل.
فهؤلاء مهما كانوا عظاماً لا يمكنهم أن يتكبروا على ذلك الخادم البسيط اداءه لوظيفته. وذلك الخادم ايضاً لا يجد في نفسه ما يجعله يغتر امام مراجعة اولئك الافذاذ له، فلا يتجاوز حده.
واذا ما نظر بعض المعجبين بجواهر خزينة القرآن المقدسة الى ذلك الخادم نظر الولي الصالح واستعظموه، فخليق بالرحمة المقدسة للحقيقة القرآنية ان تمدهم وتفيض عليهم بهمتها من الخزينة الإلهية الخاصة من دون علم ذلك الخادم ومن دون تدخل منه لئلا يخجل خادمها ذاك امام ضيفه الكريم.
النقطة الثانية:
لقد قال الامام الرباني مجدد الالف الثاني احمد الفاروقي السرهندي: (ان انكشاف حقيقة من حقائق الإيمان ووضوحها لهو أرجح عندي من الف من الاذواق والكرامات. ثم ان غاية جميع الطرق الصوفية ومنتهاها انما هي انكشاف الحقائق الإيمانية وانجلاؤها).
فما دام رائداً عظيماً للطريقة يحكم بهذا الحكم، فلابد أن (الكلمات) التي تبين بوضوح تام الحقائق الايمانية والتي هي مترشحة من بحر الاسرار القرآنية تستطيع أن تعطي النتائج المطلوبة من الولاية.
النقطة الثالثة:
هوت صفعات عنيفة قبل ثلاثين سنة على رأس (سعيد القديم) الغافل، ففكّر في قضية أن (الموت حق). ووجد نفسه غارقاً في

لايوجد صوت