المكتوب الثاني
باسمه سبحانه
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾
(قطعة من الجواب الذي بعثه الى تلميذه المذكور المعلوم لما أرسل من هدية(1)
0000000000
ثالثاً: لقد أرسلت اليّ هدية، تريد ان تغيّر بها قاعدة في غاية الأهمية من قواعد حياتي.
انني يا أخي لا أقول: (لا أقبل هديتك مثلما لا أقبلها من شقيقي (عبد المجيد)(2) وابن اخي (عبد الرحمن)(3). فانك أسبق منهما وأقرب الى روحي، لذلك؛ فلو تُردّ هدية كل شخص، فهديتك لاتُردّ، على ان تكون لمرة واحدة فقط.
وأبين بهذه المناسبة سرّ قاعدتي تلك بالآتي:
كان (سعيد القديم) لا يتحمل أذى المنّ من أحد، بل كان يفضّل
(1) وهو خلوصي يحيى ﮔيل من السابقين الذين تتلمذوا على الاستاذ النورسي في (بارلا) وكان حينئذٍ ضابطاً برتبة نقيب، كان يبعث الى استاذه اسئلته وما يُستفسر منه من امور ايمانية. جمّعت هذه الاجوبة بتوجيه الاستاذ نفسه وسمّيت بـ (مكتوبات). وهي هذه المجموعة. توفي سنة 1986 عن 91 سنة من العمر، رحمه الله رحمة واسعة. - المترجم.
(2) هو اصغر اخوة الاستاذ النورسي، ترجم كثيراً من رسائله الى العربية وترجم (اشارات الاعجاز)و(المثنوي العربي) الى التركية. كان مدرساً ثم مفتياً للعلوم الاسلامية. توفي سنة 1967 عن ثلاث وثمانين سنة من العمر، رحمه الله رحمة واسعة. - المترجم.
(3) هو عبد الرحمن عبد الله، ابن شقيق الاستاذ النورسي ولد سنة 1903 في نورس وتوفي سنة 1928 ودفن في قرية (ذو الفضل) في انقرة. كتب تاريخ حياة الاستاذ منذ ولادته وحتى عام 1918 ونشره بكتاب طبع في استانبول. - المترجم.