ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 340
(340-376)

المقام الثاني
(اشارة مختصرة الى اثبات التوحيد، من حيث الاسم الاعظم )
 الكلمة الاولى: [لا إله الاّ الله]
تتضمن هذه الكلمة، توحيد الالوهية وتوحيد المعبودية، نشير اليهما ببرهان قوي هو:
انه يشاهد على وجه هذا العالم، ولاسيما على صحيفة الارض فعالية منتظمة غاية الانتظام.. ونشاهد خلاقية حكيمة في غاية الحكمة.. ونشاهد بعين اليقين فتاحية في غاية النظام ـ اي إعطاء كل شئ ما يلائمه من شكل وإلباسه مايلائمه من صورة ـ ونشاهد وهّابية واحسانات في غاية الشفقة والكرم والرحمة.
فهذه الاوضاع وهذه الاحوال تثبت بالضرورة وجوب وجود ربّ ذي جلال، فعّال خلاق فتاح وهاب، بل تشعر وحدانيته.
نعم! ان زوال الموجودات دائماً وتجددها باستمرار يبينان: ان تلك الموجودات هي تجليات اسماء لصانع قدير.. وظلال أنوار اسمائه الحسنى.. وآثار أفعاله.. ونقوش قلم قدره وصحائف قدرته.. ومرايا جمال كماله.
وان رب العالمين يبين هذه الحقيقة العظمى، وهذه المرتبة العليا للتوحيد بجميع كتبه وصحفه المقدسة التي أنزلها، كما ان جميع اهل التحقيق العلماء والكاملين من البشر يثبتون مرتبة التوحيد نفسها بتحقيقاتهم العلمية وكشفياتهم.. وكذا الكون مع عجزه وفقره يشير الى مرتبة التوحيد نفسها بما نال من معجزات الصنعة وخوارق القدرة وخزائن الثروة.
بمعنى ان الله سبحانه وتعالى، وهو الشاهد الازلي، بجميع كتبه وصحفه، وأهل الشهود بجميع تحقيقاتهم وكشفياتهم، وعالم الشهادة بجميع شؤونه الحكيمة واحواله المنتظمة، يتفقون بالاجماع على تلك المرتبة التوحيدية.

لايوجد صوت