ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 341
(340-376)

فمن لايقبل بذلك الواحد الاحد جل وعلا إلهاً ومعبوداً، عليه ان يقبل ما لا نهاية له من الآلهة، او ان ينكر نفسه وينكر الكائنات قاطبة، كالسوفسطائي الاحمق.
 الكلمة الثانية: [وحده]
هذه الكلمة تبين مرتبة توحيد صريحة. نشير الى برهان في غاية القوة يثبت اثباتاً تاماً هذه المرتبة، وهو:
اننا كلما فتحنا اعيننا وصوبنا نظرنا في وجه الكائنات، لفت نظرنا - اول ما يلفت - نظام عام كامل، وميزان دقيق شامل.. فكل شئ في نظام دقيق، وكل شئ يوزن بميزان حساس وكل شئ محسوب حسابه بدقة..
واذا ما دققنا النظر، يلفت نظرنا تنظيم ووزان متجددان، اي: ان واحداً أحداً يغير ذلك النظام بانتظام ويجدّد ذلك الميزان بمقدار.. فيصبح كل شئ نموذجاً (موديلاً) تُخلَع عليه صورٌ موزونة منتظمة كثيرة جداً..
واذا ما انعمنا النظر اكثر، نرى ان عدالة وحكمة تشاهدان من تحت ذلك التنظيم والوزان حتى ان كل حركة ونأمة تعقبها حكمة ومصلحة ويردفها حق وفائدة.
واذا ما دققنا النظر بإنعام اكثر؛ تلفت نظر شعورنا، مظاهر قدرة ضمن فعالية حكيمة في غاية الحكمة وجلوات علمٍ محيط بكل شئ. بل محيط بكل شأن من شؤونه.. بمعنى ان هذا النظام والميزان الموجودين في الموجودات كافة، يبينان تنظيماً ووزاناً عامين شاملين لكل الموجودات. وان ذلك التنظيم والوزان يظهران حكمة وعدالة شاملتين، وان تلك الحكمة والعدالة تبينان لأنظارنا قدرة وعلماً. اي ان قديراً على كل شئ وعليماً بكل شئ يُرى للعقل من وراء تلك الحجب.
ثم ننظر الى بداية كل شئ ونهايته، ولاسيما في ذوي الحياة

لايوجد صوت