المسألة الثانية
وهي الرسالة الثانية
كتبت هذه المسألة لأجل حل الإشكال ورفع المناقشة الدائرة حول حديث شريف يذكر فيه ان سيدنا موسى عليه السلام قد لطم عين سيدنا عزرائيل عليه السلام(1).
طرق سمعي ان مناقشة علمية جرت في (اكريدير)(2) ان اجراء تلك المناقشة خطأ، ولاسيما في هذا الوقت بالذات.
وقد سئلت انا ايضاً - ولا علم لي بالمناقشة - وأروني حديثاً نبوياً شريفاً(3) في كتاب موثوق يعتمد عليه، قد أشير فيه الى الحديث برمز (ق) للدلالة على أنه (متفق عليه).. واستفسروا: أهذا حديث نبوي أم لا؟.
قلت لهم: نعم! انه حديث نبوي شريف، ينبغي لكم الاعتماد والوثوق بالذي حكم باتفاق الشيخين على الحديث المذكور، في مثل هذا الكتاب الموثوق.. ولكن كما ان في القرآن الكريم آيات متشابهات، ففي الحديث الشريف ايضاً متشابهات، لا يدرك معانيها الدقيقة الاّ خواص العلماء.
وقلت ايضاً: ربما يدخل ظاهر هذا الحديث الشريف ضمن قسم المتشابهات من مشكلات الحديث.
------------------
(1) قال ابن كثير في تفسيره 3/458 وقد سمي في بعض الآًثار بعزرائيل وهو المشهور. - المترجم.
(2) مركز قضاء في جنوبي تركيا قريبة من (بارلا) حيث منفى الاستاذ النورسي. - المترجم.
(3) نص الحديث الذي دارت حوله المناقشة:
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت الى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكّه فرجع الى ربه، فقال: ارسلتني الى عبد لا يريد الموت. فردّ الله عزوجل عليه عينه، وقال: ارجع فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة، قال: اي رب ثم ماذ؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الارض المقدسة رمية بحجر. قال: قال رسول اللهy: فلو كنت ثم لأريتكم قبره الى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر.
رواه البخاري 1339 و3407 ومسلم 2372 وأحمد 157 و 158 والنسائي 4/118،119 والبيهقي 120. وانظر تعليق الحافظ في الفتح 7/442 على هذا الحديث فانه نفيس.