فلو كنت على علم بالمناقشة التي جرت حول الحديث المذكور، لما كنت اقتصر جوابي على ما قلت، بل كنت اجيب بما يأتي:
اولاًــ أن الشرط الأول في مناقشة هذه المسائل وامثالها هو:
أن تكون المذاكرة في جو من الانصاف.. وان تجري بنية الوصول الى الحق.. وبصورة لا تتسم بالعناد.. وبين من هم أهل للمناقشة.. دون أن تكون وسيلة لسوء الفهم وسوء التلقي.
فضمن هذه الشروط قد تكون مناقشة هذه المسألة وما شابهها جائزة.
أما الدليل على ان المناقشة هي في سبيل الوصول الى الحق فهو:
ان لا يحمل المناقش شيئاً في قلبه.. ولا يتألم ولا ينفعل اذا ما ظهر الحق على لسان الطرف المخالف له، بل عليه الرضى والاطمئنان، اذ قد تعلّم ما كان يجهله، فلو ظهر الحق على لسانه لما ازداد علماً وربما اصابه غرور.
ثانياً - ان كان موضوع المناقشة حديثاً شريفاً فينبغي معرفة: مراتب الحديث.. والاحاطة بدرجات الوحي الضمني.. واقسام الكلام النبوي.
ولا يجوز لأحد مناقشة مشكلات الحديث بين العوام من الناس.. ولا الدفاع عن رأيه اظهاراً للتفوق على الآخرين... ولا البحث عن ادلة ترجّح رأيه وتنمّي غروره على الحق والانصاف.
ولكن لما كانت المسألة قد طُرحت، واصبحت مدار نقاش، فستؤدى تأثيرها السئ في افهام العوام الذين يعجزون عن استيعاب امثال هذه الاحاديث المتشابهة.
اذ لو انكرها أحدهم فقد فتح لنفسه باباً للهلاك والخسران، حيث يسوقه هذا الانكار الى انكار احاديث صحيحة ثابتة. ولو قَبِل بما يفيد