ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المسألة الثانية | 522
(518-523)

فحسب هذا المسلك : فان سيدنا موسى عليه السلام، لم يلطم سيدنا عزرائيل عليه السلام، بل لطم الجسد المثالي لأحد أعوانه، وذلك بعنفوان النبوة الجليلة وبسطة جسمه وجلادة خلقه وحظوته عند ربه القدير. وهكذا يصبح الامر معقولاً جداً(2).
المسلك الثالث:
لقد بينّا في الاساس الرابع من الكلمة التاسعة والعشرين، وحسب دلالات احاديث نبوية شريفة: بان هناك من الملائكة من يملكون اربعين الف رأس، وفي كل رأس اربعون ألف لسان - اي لهم ثمانون الف عين ايضاً - وكل لسان يسبح باربعين ألف تسبيحة. فما دام الملائكة الموكلون موكلين حسب انواع عالم الشهادة، وهم يمثلون تسبيحات تلك الانواع في عالم الارواح، فلابد ان يكون لهم تلك الصورة والهيأة. لأن الارض - مثلاًـ وهي مخلوقة واحدة، تسبح لله. وهي تملك اربعين الف نوع من الانواع، بل مئات الالوف منها، والتي كل منها بحكم رؤوس مسبحة لها، ولكل نوع من الانواع الوف من الافراد التي هي بمثابة الألسنة.. وهكذا.
فالملك الموكل على الكرة الارضية ينبغي ان يكون له اربعون الف رأس، بل مئات الألوف من الرؤوس، ولابد ان يكون لكل رأس مئات الالوف من الألسنة.. وهكذا.
فبناء على هذا المسلك: فان عزرائيل عليه السلام له وجه متوجه الى كل فرد، وعين ناظرة الى كل فرد، لذا فلطمُ سيدنا موسى عليه السلام ليس هو لطمة على الماهية الشخصية لسيدنا عزرائيل - حاشاه - ولا على شكله الحقيقي، وليس فيه اهانة، ولا رد له، بل تصرفه هذا نابع من كونه راغباً في زيادة دوام 
مهمة الرسالة واستمرار بقائها، ولأجل هذا لطم - وله ان يلطم - تلك العين التي

-----------------------
(2) كان في مدينتنا رجل شجاع، ولما حضره الموت قال لملك الموت: (أتقبض روحي وأنا طريح الفراش؟!) فنهض بخفة من فراشه وامتطى جواده وسل سيفه، وكأنه في ميدان جهاد ومبارزة معه. ثم سلم روحه وهو على صهوة جواده. وتوفي وفاة الغيارى.ــ المؤلف.

لايوجد صوت