ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم السادس | 621
(621-645)

القسم السادس
وهو الرسالة السادسة
كتب هذا البحث تنبيهاً لتلاميذ القرآن وايقاظاً للعاملين له ليحول دون انخداعهم.
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسّكم النار﴾(هود :113)
( ان هذا القسم السادس، يجعل باذن الله، ستاً من دسائس شياطين الانس والجن بائرة عقيمة، ويسد في الوقت نفسه ستة من سبل الهجمات).
الدسيسة الاولى
يحاول شياطين الانس ـ بما استوحوه من شياطين الجن ـ ان يخدعوا خدام القرآن ويصرفوهم عن ذلك العمل المقدس وذلك الجهاد المعنوي الرفيع، وذلك بتزيين حب الجاه والشهرة لهم، كالآتي :
ان في الانسان ـ بصورة عامة ـ وفي كل فرد من أفراد أهل الدنيا رغبة جزئية او كلية في حب الجاه الذي هو الرياء بعينه، ونيل مواقع مرموقة في نظر الناس. حتى ينساق الانسان بدافع من الحرص على الشهرة الى التضحية بحياته اشباعاً لتلك الرغبة. فهذا الشعور هو في غاية الخطورة على أهل الآخرة. وهو في منتهى الاثارة والنشوة لأهل الدنيا، فضلاً عن انه منبع كثير من الأخلاق الرذيلة. علماً انه طبعٌ ضعيف في الانسان وجانب واهٍ فيه. اي يمكن ان يستغله مَن يلاطف شعوره هذا، بل يغلبه بهذا الشعور ويجذبه الى نفسه. لذا فان احتمال استغلال الملحدين لاخواني من هذا الجانب الضعيف في النفس الانسانية هو أخوف ما اخافه، واقلق عليه. اذ قد جرّوا ـ بهذه الصورة ـ بعض اصدقائي غير الحميمين فألقوهم في هاوية المهالك(1). 

---------------------
(1) ان اولئك البائسين يحسبون انهم لايهلكون بقولهم: (ان قلوبنا مع الاستاذ) ولكن الذي يمدّ تيار الملحدين بالقوة ويغترّ بدعاياتهم، بل قد يُستغل للتجسس لهم من دون ان يشعر. فان قول هذا المشرف على الهلاك (ان قلبي طاهر ووفيّ لمسلك استاذي) شبيه بالمثال الآتي: شخص يدافع الاخبثين في صلاته، واذا بريح تخرج منه، فيقع الحدث، فيقال له: لقد بطلت صلاتك، فيجيبهم: لِمَ تفسد صلاتي، ان قلبي طاهر نقي؟!. ــالمؤلف.

لايوجد صوت